تناقض عجيب

كيف لنا أن نحارب الفساد بتسليم الفاسد مقاليد السلطة والحكم، ونوكل إليه مهمة محاربة الفاسدين والظالمين؟

   إلى متى ستستمر هذه السياسات المنافية للمنطق في التطبيق بشكل دوري في بلادنا، دون البحث عن حلول جذرية تُنهي أو تحد من الأزمات السياسية والاقتصادية في ظل وضعنا الراهن؟

   اليوم تمر بلادنا بمرحلة حرجة، وتدهور الأوضاع في تصاعد مستمر وسيء جدًا، أعوام من المعاناة تركت أثرًا عميقًا في نفوس المواطنين؛ مما تسبب في خروج الواقع الحياتي عن التوازن البيئي للمجتمع الطبيعي، وتحوله إلى مجتمع مغاير لما كان عليه سابقاً.

   مضار الحاكم الفاسد ومساوئه لا تقتصر عليه وحده، بل تمتد إلى رعيته التي تتحمل عواقب فساده وسوء إدارته للبلاد؛ مما يؤدي إلى الفقر والخراب والصراعات الاجتماعية، ويدمر مكونات المجتمع ويضيع المُثُل العليا فيه.

    لذا لا بد أن يجد الطاغية رادعًا قويًا يوقفه عند حده، لكي تنتهي كل هذه المعاناة، وتُسلَّم السلطة لمن يستحقها ويستطيع إدارة البلاد وانتشالها من بؤرة الفساد إلى مستقبل زاهرٍ غنيٍّ بالتنمية المستدامة والرقي والازدهار لبناء الحضارة الإنسانية والحفاظ مبادئ وقواعد المجتمع.