حماية الطفل في المدرسة والمجتمع

لكل طفل حق أصيل في الحياة من اجل أيجاد عالم آمن للاطفال خالي من التمييز والعنف والأساءة والأستغلال والأهمال.
ويمارس حقوقه غير المنقوصة وفقا للتشريعات والقوانين  وأحكام وأتفاقية حقوق الطفل.
ومن اجل تحسين وضع الطفل في أوساط المجتمع علينا أتخاذ التدابير من خلال عمل برامج وأنشطة ممكنة التحقيق كالتوعية المجتمعية بكل الوسائل المتاحة التي تحتاج في كثير من المناسبات الى الجهد الحثيث وليس الميزانيات الفارهة التي تخلق  في كثير من الأحيان النزعة المادية والتسلطية للقائمين على توفير خدمات تهئ للطفل بيئة لحمايته من المخاطر وأكسابه حقه الطبيعي في الحياة.

أن توعية المجتمع يتزامن مع توعية الأطفال أنفسهم ونشر المفاهيم الجميلة في أتفاقية حقوق الطفل ومختلف القوانين التي تصب في معظم تشريعاتنا لخدمة الطفل التي هي بحاجة الى التنفيذ والتطبيق ، والدولة ومنظمات المجتمع المدني العاملة بحماية الطفل وكذا المنظمات الدولية العاملة في اليمن مثل(منظمة رعاية الاطفال_Save The CHildren )  وأخرين شركاء في هذه المنظومة التى أرى أنها لاتعمل بتنسيق يليق بأطفالنا الذين هم فعلا بحاجة الى الحماية الاجتماعية _ولظروف البلاد في الاربع السنوات الاخيرة بسبب الحرب والنزوح والتشرد وغياب الامن في اماكن الصراع المسلح ومخيمات النزوح  وازداد الأمر تعقيدا ، وحتى لانجحف الناس حقهم هناك جهود جبارة تبذل في كافة الجهات ممن وضعوا أنفسهم للقيام بهذه الأنشطة من منطلق الضمير الأنساني والوطني النقي ، ولكن هناك طابور من السماسرة يستغلون ذلك في أطار بعثرة الجهود النبيلة والحقيقية وأستغلال مايأتي  لخدمة الطفل في جوانب يعرفها هؤلاء

أن مايهمنا هنا هو تفعيل دور لجان الحماية الذين هم في الاصل فريق واحد تقع عليه مسؤولية  اتخاذ القرار والمبادرة لمعالجة أي شكل من أشكال الأساءة الأستغلال والعنف وفي منع الأستجابة لما يحدث للاطفال في المجتمع

ولجان الحماية  يجب أن تكون على دراية بالقوانيين والسياسات الحكومية وعلى معرفة  بمجال حماية الطفل وعليها ايجاد طرق لجمع وتسجيل المعلومات بشكل دوري عن خروقات لحقوق الطفل
ويمكن الحصول على هذه المعلومات من خلال:
*مجالس الطلاب بالمدارس
*مجالس الاباء والامهات بالأضافة الي المعلمين والمشرفين الاجتماعيين ، وأدارة المدرسة والعاملين بالصحة المدرسية
*صناديق الشكاوى بالمدارس.
*من خلال نقاش الاطفال بشكل جماعي لحصر الاساءة للاطفال......
ومن المهم فهم مدى طبيعة العنف في المجتمع وذلك لمنع تلك الخروقات قبل حدوثها
كما يجب مراعاة مصلحة الطفل الفضلى في كل القرارات المتخذة وأن تشمل هذه القرارات الأحالة والتبليغ للاخرين وكمثال يجب على لجنة حماية الطفل ان تبلغ الشرطة حول تهريب الاطفال ، وتستطيع هذه اللجنة أن تنشط في مجموعات صغيرة في المدارس والاحياء والشوارع والعزل والقرى والمديريات والمحافظات أو كلجنة متكاملة في نشر الوعي حول حماية الطفل وحقوقه ويمكن تنفيذ ذلك على:
_مستوى المجتمع(سلطة محلية ، شخصيات أجتماعية ، عقال حارات)
_المساجد
_الاجتماعات والمهرجانات الجماهيرية الموسعة
_الأيام المدرسية المفتوحة
_المساحات الأمنة  كالحدائق ومراكز الالعاب والأندية الرياضية والاجتماعية 
_التحدث في مجالس الاقارب والاصدقاء والمنتديات والجمعيات

ونحن في عدن قد قطعنا شوطا لابأس به في توعية المجتمع ونحتاج الى المزيد من خلال وسائل الاعلام الرسمية والخاصة ..بمختلف انواعها. وعلى صعيد المدارس حققنا الكثير ولكن نريد المزيد ، ولكني هنا احب ان اؤكد  بأن لجان الحماية في المدارس عليهم أن يعملوا:
_التاكد من وجود المعلمين اعضاء في لجنة الحماية
_أن يعمل عضو لجنة الطفل(معلم) والطلاب في جماعات الاطفال كمدافعين أقوياء لحقوق الطفل في المدرسة
_تشجيع تكوين نوادي اوانصار لحقوق الطفل في المدارس
وتشجيع خلق بيئة صديقة بين الطلاب والمعلمين واصدار نشرات خاصة لمعرفة الطفل بحقوقه وأشياء أخرى
_.الأختياربعناية للمشرف الاجتماعي اوالاخصائي الاجتماعي .من ذوي الاختصاص ذو الكفاءة والمهارة العالية

وفي الخاتمة أقول أذا اردنا أن نبني مجتمعا جديدا علينا الاهتمام بالطفل أولا وأن نحسن من وسائل العمل و نعبر عن فهمنا للامور المحيطة بنا و نشخص حاجاتنا و نصغي لبعضنا و نحلل أسباب مشكلاتنا و نخطط ونعمل جماعيا في فرق ومنظمات ومؤسسات وفي أطار عمل مؤسسي ذات أستراتيجية تخدم المجتمع 
ونحن في العمل الاجتماعي نحتاج الى خلق جو ودي إيجابي يشجع أكثر الأشخاص ترددا وخجلا على أكتساب الثقة بالنفس ، ليتمكن كل شخص من طرح تجاربه والمساهمة في البحث المشترك عن حلول للمشكلات التي تواجهنا والممارسة لاتقل أهمية عن النظرية ، فالتنمية والمعرفة والتحرر والبناء الانساني وجوه مختلفة لعملية واحدة ، وهي ليست أنشطة هامشية بل هي في صميم العيش الأنساني الخلاق .