التشبث بالرأي نوعان

    ثمة أشخاص لا يقبلون في أحاديثهم الأخذ والرد، ولا يحبون الحوار، ولا يؤمنون بالتفاهم، ومنهجهم في الحياة قائم على المِزاج، ولا تَسَعُ عقولهم سوى آرائهم المتكونة وفق هواهم، فيرون أفكارهم صحيحة وغير قابلة للنقاش، ولا يقبلون التفاوض أو التضحية، فيتشبثون بآرائهم على نحو أعمى.

وثمة آخرون يكوِّنون آراءهم بناءً على منهج، ويعتمدون منطقاً في تفكيرهم، ويحبون الحوار الذي قد يفتح أمامهم آفاقاً وقد يصحّح مفاهيم، وهُم على علم بمزاجهم فيتحكمون في تأثيره على آرائهم، فيبنون آراءهم خطوة خطوة، إلى أن يَصلوا إلى حد الاقتناع الذي يعقبه التشبث بالرأي، ولكن على نحوٍ بصير.

وشتان بين التشبث بالرأي على نحوٍ أعمى وبينه على نحوٍ بصير، فالأول تصاحبه عقلية متحجرة غير قابلة للتنوير، والآخر تصاحبه عقلية متفتحة على أتم استعداد للاستزادة والتنوير.

***

كل ابن آدم غيور، لكن يتفاوت قدر الغيرة وفق القدرة على التحكم فيها، وكلما أدرك الإنسان أننا كلنا مختلفون قلَّ قدر الغيرة بداخله.

***

عناء تربية طفل أهون من محاولة تعديل طريقة تفكير شخص بالغ.

***

قدرة الإنسان على التطبُّع تزول مع تقدمه في العمر، فيبدو الطبع الأصيل له عند الكِبَر.

***

الله يعني المعبود، أي المُطاع في أمره، والمُجتنَب نهيه.

***

كظمُ الغيظ مرحلة متقدمة من ترويض النفس.

***

مرارة مواجهة الحقيقة أحلى من تزييفها.

***

شتَّانَ بين من كان حِلمُهُ حِلمَ ذُل وعجز، ومن كان حِلمُهُ حِلمَ اقتدارٍ وعِزَّة؛ فلا يستوي العفو عند المقدرة مع العفو من قلة الحيلة.

***

سعيدٌ من كانت الدنيا في يده والآخرة في قلبه؛ فيكون -وهو صاحب منصب أو مال- موقناً بأن كل ذلك إلى زوال.

***

من علامات سلامة التفكير أن يسعى الإنسان إلى أن تكون حياته سهلة وليست سعيدة.

***

تطبيق المبادئ التي نؤمن بها يحتاج إلى صبر ومثابرة على الدوام.

***

لا يوجد أضعف من الشخص الذي يتَّبع شهواته، ولا يوجد أقوى من الشخص الذي يقودها.

***

ثمة خلط شائع في زماننا بين لفظي «الطيبة» و»الهَبَل»؛ فـ «الطيبة» تعني العفو والتسامح، أما «الهبل» فيعني الخلل في الإدراك السوي للأشياء، يتبعه تصرف على نحوٍ أخرق.

***

ثمة شَعرة بين الحرص على المال وادخاره، وهي أن المال جُعل للتيسير وليس للتضييق.

***

على قدر الأهداف تأتي الاهتمامات.

***

الأم هي المُعلم الأول الذي لا تنمحي بصماته أبداً في الغالب.

***

إذا أردت ألا يغضب طفلك من منع شيء عنه، فحدِّثه عن أسباب المنع، ولا تستصغر عقله أبداً.

***

أعجبُ ممن ينطق لسانه بشيء لا يصدقه قلبه، فلديه قدرة جبارة على قتل إحساسه.

***

الإنصاف مع النفس -بأن تراها مجرَّدةً من أي تحيُّز- أكثر مراحل التصالح مع النفس تقدماً.