أظن أن الإبداع هو الجمال فطرة ،دون مكياج، سواء بالعامية او الفصحى..
"كَمْ دَاعَبَ الليلُ مَا نَخْفِيْهِ مِنْ وَلَهٍ
والبَحْر ُكَم ْوَشْوَشَتْ أمْوَاجه ُالصّدَفَا".
تدفق المشاعر بصدق يحمل سحر البساطة والتميز والفرادة في أجمل رونقها ، إذ يشرق الشاعر د. محمد ناصر شيخ الجعمي كالشمس في رابعة النهار ينثر بكل سخاء الجمال والأمل والحب والإيمان والنخوة والشهامة والجرأة والجسارة في قصائده على امتداد الديموغرافية الممتدة ما بين البحر والبحر وابعد من ذلك تاريخا وفكرا وادبا ونثرا وشعرا وحياة .
تلك التي تعيش في قلب شاعرنا اليمني العروبي وإنساننا الجميل الدكتور محمد الجعمي، ويعيش هو في تفاصيلها عاشقا محبا مخلصا "على بعد حلم" او هو حالم عامل بامتياز من أجل الغد الأفضل المزهر والمثمر بكل الطيبات كي تعم كل الأرجاء حيث يتوزع شجنه ويسمو عشقه وتتوطن أشواقه وتتوهج محبته.
المقاهي حزينة حين غابوا
ليلة العيد والليالي صروفُ
الأناشيدُ لوعةٌ وحنينٌ
والأماني مراكبٌ ورصيف ُ.
الحقيقة انها قصائد سلسة رقراقة تتدفق برفق كسريان الماء العذب في جدول مستدام .. عرفت أن أباك شاعرا ومناضلا كبيرا لهذا أجدني الآن أفهم ان الشعر مدون في شفرتك الجينية، ويسري في دمائك دون مبالغة .
"كلّ الذّيْنَ أضَاءَ النّوْرُ في دَمِهمْ
لمْ يَبْلَغُوا الحلمَ لَكِنْ عَانَقَوا الهَدَفَا
الأرْضُ لو نَطَقَتْ أجْدَاثُهَا صَرَختْ
هَيَ الحَيَاةُ وهَذَا دأبُها وَكَفَى."
إنك وبكل أمانة تظاهي كبار الشعراء .. غير انك جئت في زمن تكاثر فيه الصغار .. اسأل الله ان أرى دواوين شعرك تعم الافاق وتترجم الى كل لغات العالم.
تحياتي ومحبتي واحترامي لك، يا صديقي المسكون بالتواضع والطيبة أعتقد انه حان الوقت ليقرأ العالم ديوانك "على بعد حلم" وديوانك المخطوط الآخر وكتاباتك النثرية وعمودك الشهري الجميل في مجلة أقلام عربية" "في رحاب الأدب ".
قال بن شيخ أنا في "المنيره"
هادن الوقت داوي ندوبه
راعي الود لا غاب وجهه
بالوفا عاد خوته تنوبه
هيج القلب صوت المشطر
و"ابن رامي " مع " بن عنوبه"
شارع القصر ذي امسى يغني
والقمندان نسنس هبوبه
ذكر القلب "بالشيخ ناصر "
"حطني اليوم في وسط "ذوبه"
راقص "النيل" سجع الأغاني
دندن "المرشدي" في عذوبه
صوت من غردوا للاماني
في شمال اليمن او جنوبه
ذكرتني طيوف البنادر
يا سقى الله مصر العروبه.
حقا ان " من تواضع لله رفعه "، والله يعلم كم هي معزتك أيها الشيخ الحبيب وقدرك في قلوبنا وعقولنا ، ليس لأننا عشنا طويلا بصحبتك، ولكن لأننا قرأناك من خلال إبداعك فدلفت إلى قلوبنا وعقولنا بأفكارك وأشعارك وسلوكك وتواضعك الجم ولطفك ورفقك العفوي .
لشخصك الكريم عظيم المحبة والتقدير والاحترام