اختزال حل آزمة اليمن في شخص رئيس الجمهورية فيه تلفيق كبير وتعسف للحقيقة والموضوعية والامانة الاخلاقية ، والمؤسف ان ياتي مثل هذا التبرير من شخصية سياسية ودبلوماسية مثل الدكتور ابوبكر القربي وزير الخارجية الأسبق ...
آزمة اليمن والحرب التي تدور فيها تجاوزت محيطها المحلي والاقليمي وابعد إلى الدولي بعد مرور نحو قرابة سبع سنوات وهي نتاج تدخل ايراني معلوم وواضح ونتج عنه انقلاب على الدولة ومؤسساتها بمشاركة ودعم وتاييد من قبل الرئيس السابق وجناح سياسي في المؤتمر الشعبي العام الذي يبشر به معالي الوزير القربي لانقاذ اليمن واخراجه من الآزمة !!!
كان الاحرى بالقربي ومن يدور في فلكه ان يسخرون حجم الاموال في حسابات المؤتمر الشعبي وارصدته في الخارج لتفعيل فروع المؤتمر في الداخل واستعادة نشاطها في عموم المحافظات دعما للصف الجمهوري واستعادة الدولة ومؤسساتها من خلال تاسيس مقاومة سياسية وعسكرية في محافظات الشمالية على الاقل وتبني خطاب سياسي مؤثر وعقد الاجتماعات وتقديم المساعدات لتحرير حواصنهم الاجتماعية من سيطرة مليشيات الحوثي بدلا من شق صف الشرعية التي احتضنتك ومثلتك في الحكومة بمناصفة وانت لا تحكم حتى قريتك ومديريتك وكل موارد محافظاتك تذهب لدعم مليشيات الحوثي .
على الرئيس هادي خاض ورجال الجنوب معارك تحرير وكنسوا الحوثي وحليفه العسكري من كل المحافظات التي غزوها في عام 2015م وحرروها بالكامل .
نعلم ويعلم الجميع أن القربي رهن قراره وقرار الجناح السياسي في المؤتمر الشعبي لدولة تقف ضد المشروع السياسي الذي يتبناه الرئيس هادي ويقاتل من اجله ومعه كل القوى الوطنية كاخيار شعبي توافقت عليه المنظومة السياسية في اليمن عبر مؤتمر الحوار الوطني الذي ناهضه القربي وازلامه .
لسنا بصدد الخوض في تفاصيل العبث طيبة 33سنة ونتائجها اليوم ،لكن حين يتجراء موروث الثورة المضادة ضد تطلعات اليمنيين بمستقبل اليمن الاتحادي بمحاولة تجاوز المرجعيات وشرعية الإرادة الشعبية ويستهدف رمزها وهو يعي ان المعضلة وازمة اليمن تتطلب وحدة الجبهة السياسية اليمن شمالا وجنوبا تحت سقف وهدف واحد وليست جبهة سياسية وعسكرية منقسمة تتماشى ورغبات طرف معطل في التحالف ساهم الى حدا كبير في دعم كيانات موازية للدولة .
أليس هذا دعم لمليشيات الحوثي المدعومة من ايران ؟
لم نسمع للقربي ولا فريقه المنشق سياسيا وعسكريا موقفا معلنا عن مايجري في عدن منذ اغسطس 2019م غير تماديه في استهداف راس هرم الشرعية وكأن لا اشكالية في اليمن الا خروج ضد فخامة الرئيس هادي .
ندعو للقربي ومن معه الهداية والعودة الى الصواب وتصحيح مسار هذا الانشقاق بالعودة إلى حضن المؤسسات الشرعية وتفعيلها وتغليب المصالح العليا للوطن بدلا من زرع الشقاق واهتزاز الثقة داخل القوى المنظوية للشرعية والتحالف العربي.
وكفى .
عوض كشميم