وجد الاجداد القدماء انفسهم في صراع لايتوقف مع شح الطبيعة وقسوة الحياة .ويواجهون كل ذلك من غير رجاء من داعم او ستشارة. فكان عليهم ان يتعلمو بالتجريب. وبتراكم التجارب صنعوا نظام لحياتهم يضمن لهم مستوى مقبول جدا من الاستقرار.. بمقاييس تلك الحقبة. فنظم التجمع السكاني في نطاق جغرافي واحد كيان القبيلة.. هذا الكيان بحاجة لحماية. ولنشاط اقتصادي يضمن لهم مورد.هما الزراعه ورعي المواشي . وكل تجمع سكاني بحاجة لخدمات. حداد ونجار لصناعة ادوات الزراعة والادوات المنزلية..وحائك لحياكة مايلبسون.. وكيف يضمن هذا الكيان تعايش وتضامن وتماسك. ويشعر كل سكانه انهم شركاء حقيقيين في هذه البقعة ويعمل كل منهم بكل جد واجتهاد.. كان لابد لهم من الاتفاق على صيغة تعايش قائم على معيار عادل. فبالتجريب وجدو ان العامل الاقتصادي هو الافضل . فاتفقوا اولا على تقسيم المهام ثم على مكانة وحق كل فرد في المجتمع ان يكون وفق اهمية مايقدمة من خدمة للمجتمع.. فمن يملك المورد الاقتصادي الارض والمواشي. ويقوم بالمهمة العسكرية لحماية القبيلة . يكون مكانتة الاولى ثم تتسلسل مكانة باقي الفئات وفق اهمية الخدمة التي يقدموها.. ولاعتقد ان احد سيعترض بعدها على هذا التقسيم القصد هنا ان الانسان اذا اراد. فهو قادر على صنع استقرار في بلده . اذا كان اولئك الاولون استطاعو . وفي ظروف مثل ظروفهم..
نذهب الان الى المجلس الانتقالي الذي يقول انه يسعى لحوار جنوبي جنوبي. الاختلال في تكوين المجلس بماهو عليه اليوم يستحيل ان يسمح بقبول دعواته من الاخرين.. هناك خطوات اهم يجب ان يبداء بها قبل سعيه للحوار . اصلاح تركيبة هذا المجلس.. وان يكون التمثيل فيه قائم على معايير عادله يجمع عليها الكل.. سيقول بعضهم. كل المحافظات ممثله في قيادة المجلس . نعم كاسماء لكن هل هم شركاء ويشعرون انها سوا سية في المجلس. بالتاكيد لا . صحيح موجود في قيادة المجلس من حضرموت والمهرة وشبوة وابين.. وعدن لكن هل يملك لطفي شطارة ونزار هيثم .وسعد السعدون صاحب المهرة. وحدات عسكرية وامنية تواليهم. اسوة بالاخرين.. او حزام من المهرة. او صاعقة من حافون او حافة حسين.. لو ان الوحدات العسكرية والامنية التابعة للانتقالي مكونه من جنوبيين من مختلف المحافظات وبنسب وفق عدد السكان لما قلنا انه يجب ان يكون لشطارة وسعد السعدون وحدات تتبعهم . لانهم لن يكونو بحاجتها وسيشعرون ان هذه القوات هي قواتهم.. ولكن لان هذه الوحدات محصوره في مناطق معينه. فالموضوع مختلف. تجد ان قطاع كبير في ردفان ويافع والضالع. مناصرين للانتقالي ويشعرون بانه ممثلهم. وهذا طبيعي لانهم ممثلين في قوة القرار. ويستمدونها من القوة العسكرية التي تملكها كل منطقة من هذه المناطق..ويشعر انه قادر على حماية حقه في المجلس بالقوة العسكرية التي يملكها.. لكن الاخرين من محافظات اخرى. يشعرون ان وجودهم في قيادة المجلس هو هبة ممن يملك القوة.. ويوحون له. ان اي تململ منك سيدفعنا لنستبدلك باخر.. فماذا انت فاعل. فوجودك مثل عدمك.. وهناك كثير ينتظرو هذه الفرصة.. فيتذكر هذا ان عشرين الف ريال سعودي كل نهاية.شهر تكفي لتقنعه ان يستمر في القيام بهذا الدور تمثيل شكلي.. هكذا يفكر الاخر حتى وان يعلنها.. من لم يقبل ان تكون هناك شريكة حقيقة في مجرد قيادة كيان سياسي.كيف له ان يقبل بشراكة في قيادة.دولة.. نتحدث هنا عن مبادى عامه.. ايا كان من يقع فيها. سيكون هكذا وضعه.. سواء من هم نافذين اليوم في المجلس الانتقالي. او غيرهم..