هل ينجح حوار المنتصر والمهزوم في الجنوب؟

أن هدف أي حوار هو من يحدد كيفية التنظيم له ووضع الأسس والقواعد والمرجعيات له.  وحتى أن استطاع القائمين على الحوار الجنوبي الجنوبي تغطية أهدافهم الخفيه بأقنعة أهداف جذابة معلنة، فإن الإخفاق في التنظيم سيسقط الأقنعة، ويكشف الأهداف الخفية الكامنة خلفها. ومهما حاول الرافضون للحوار الجنوبي الجنوبي تسويق أسباب وحجج ظاهرية غير مقنعة لرفضهم،  وعدم تقديمهم لرؤية واضحة، وبديل مقنع لرفضهم الحوار ، فإن ذلك سيضع أكثر من سؤال وسؤال والإجابة عليها ستكشف حقيقة الأهداف الخفية من الرفض. للأسف أن من يدعو إلى الحوار الجنوبي الجنوبي قدم نفسه بهذا التنظيم (المتفرد) كالمنتصر الذي يدعو للتحاور مع المهزوم، وبالمثل أخفق الرافضون للحوار الجنوبي الجنوبي في تقديم البديل المقنع، مما يجعل موقفهم الرافض لتلبية الدعوة هو رفض تقديم أنفسهم بالطرف المهزوم، لهذا أثبت الجميع  بإن الأهداف الخفية خلف الدعوة والرفض، هي السعي للسيطرة على السلطة فقط. لا تزال الفرصة والأوضاع مواتية لإصلاح ذلك الاعوجاج إذا توفرت الإرادة والرغبة عند الأطراف الجنوبية، والذي أولى خطوات إصلاحه تتطلب تخليها عن السلوك المتوارث وحب وشهوة السلطة والتخطيط المبكر للسيطرة عليها أو الانفراد بها وعدم القبول بالٱخر، ووضع مصلحة الجنوب والمواطن الجنوبي فوق كل المصالح الحزبية الضيقة بالإضافة إلى عدم  إخضاع الحوار لثقافة التعامل مع الآخر من منظور المنتصر والمهزوم.  آن الأوان أن تتخلي الأطراف الجنوبية والجنوبيين بشكل عام عن هذه النظرة التي لن تجدي نفعاً للجنوب ولقضيته العادلة،فلن ينتصروا في حواراتهم إلا عند تنازلهم لبعضهم البعض، والاعتراف بهذه الحقيقة، وإنهم جميعًا مهزومين في صراعاتهم وحروبهم, والعمل على ردم الفجوة الذي يتعمد بعضهم توسيعها فيما بينهم، بسبب شهوتهم وحبهم للسلطة، ويبقى السؤال لكم أحبتي، هل تتوقعون أن يصعد الجميع القطار وينجح حوار المنتصر والمهزوم في الجنوب؟