انهيار قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية في المناطق المحررة، ينذر بالكارثة والمجاعة الوشيكة في المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية المدعومة من دول التحالف العربي. صحيح أن الضرر المباشر من تدهور العملة والاقتصاد يقع على المواطن بدرجة رئيسية، لكن المثير للدهشة والاستغراب الموقف المتخاذل لدول التحالف وعلى رأسها السعودية وصمتها العجيب امام الانهيار، فهل هذا لمصلحتها؟ وحتى إذا افترضنا ذلك وبحسب ما يروج له البعض أنه لغرض ابتزاز الأطراف اليمنية والضغط عليها للقبول بأي مشاريع اقليمية إلا أن ذلك له تبعاته الوخيمة على تحقيق أهدافها المعلنة لقطع يد إيران في الجزيرة العربية وهنا لن يكون اليمنيون وحدهم المتضررون من هذا الانهيار بل دول الجوار. إذا ما نظرنا بتمعن إلى أن المستفيد الأكبر من كل هذا الانهيار هي مليشيات الحوثي إذ يقدم لها أكبر خدمة لتلميعها وإظهارها بالدولة الضابطة، ويجعل الشمال أكثر تمسكا بها، ويجعل أبناء المناطق المحررة يغيرون نظرتهم إليها باعتبار أن "الجوع كافر" ولمنع الكارثة يمكنهم التنازل عن كل الاهداف لصد خطر المجاعة الذي يهدد حياتهم، كما أن الانهيار يضر كثيرا بسمعة دول التحالف في نظر المواطن اليمني والعالم بشكل عام الأهداف عاصفة الحزم، ويسهل لجماعة الحوثي استمالة اليمنيين إلى صفها. فهل توجد هذه المخاطر في حسابات السعودية وبقية دول التحالف؟ أم أن المراد من كل هذا تجسيد المثل اليمني على الواقع والمواطن الغلبان "جوع كلبك يتبعك".
اليمن ينهار بسياسة "جوع كلبك يتبعك"..!
2021/09/28 - الساعة 02:41 صباحاً