ما أحوجنا أن نكون أوفياء للأوفياء

لم أر زملاء أوفياء لزميلهم، كما أراه في الحقل الطبي العسكري، الذي يتذكرون زميلهم الصديق العميد الدكتور محمد عمر الجفري رحمه الله، بحزن شديد والملاحظ حين يتذكرون محاسن مواقفه الإنسانية معهم ومع الجميع، مدى تأثرهم الكبير على رحيله الذي مضى عليه أكثر من عام. وستستنتج من حزنهم ووفاؤهم له أن علاقتهم لم تكن علاقة مهنة فحسب، بل أبعد بكثير عن الزماله والصداقة، وانما كانوا كالأسرة الواحدة، فلاتستغربوا من أحاديثهم عنه حين تلتقون بهم أو لوضعهم صورته في حالاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي طوال هذه الفترة، فهي تجسيداً للوفاء وللذكرى العطرة لإنسان ترك رحيله، فراغاً كبيراً في حياتهم لم يملؤه أحد بعد! ويشعرون إنهم مدينون له كما يشعر بذلك الكثير منا ممن يعرفه. ما أحوجنا اليوم في ظل معاناة الحرب والمأساة الإنسانية، التي تعصف بمجتمعنا وتمزق نسيجه الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية بين أفراده، لتجسيد أسمى معاني الوفاء والحب في علاقاتنا وحياتنا المهنية والشخصية وعدم نسيان ممن جمعتنا بهم المهنة والزمالة والأخوة وعشنا سنوات معاً، كأسرة واحدة، ذقنا فيها المر والحالي معاً، وعشنا أجمل وأصعب المواقف والظروف، وكانوا نقطة مضيئة تنير طريقنا، ومثالاً رائعاً للأخوة وللانسانية وللنجاح، لنحتذي بهم في حياتنا المجتمعية والمهنية. لقد عاش الدكتور الجفري رحمه الله، إنسانا كريماً، وفياً بين زملاء أوفياء، فما أحوجنا أن نكون أوفياء للأوفياء.