في كل مرحلة عصابة قبلية تحكم عدن منذ الاستقلال في 67م!

في بداية الثمانينيات من القرن العشربن، كانت عدن وابنائها يعيشون افضل فترة ازدهار بعد ان اُعيد لهم اعتبارهم، كأرض وانسان. في هذه الفترة بالذات تبوأ ابن عدن الكادر المؤهل اعلى المناصب الادارية المدنية والعسكرية في كل التخصصات، لانهم كانوا شباب يحبون التأهيل والعمل باخلاص وصدق نية لبناء عدن وكل الوطن الجنوبي. لكن وكما يقول المثل المصري " يا فرحة ماتمت"، حيث اندلعت الحرب الاهلية في 13 يناير 1986م، عصدت البلاد والعباد، وقُتل اكثر الكوادر العدنية، اما من كُتب له النجاة فقد اُبعد وهُمش من وظيفته وبعضهم تم الاستغناء عنه بدون حقوق ولا مستحقات.

 بعد حرب ينابر 86م، استولت القبائل "الماركسية" من مثلث الرعب "الضالع ويافع وردفان" ، على كل مفاصل السلطة وحاربوا الكادر العدني اينما وجد، كانوا يضيعوه او يبعدوه من منصبه ويستبدلونه بشخص آخر من القبيلة، لا يهم ان يكون مؤهلاً طالما انه من الجماعة فهذا اكبر مؤهل. حينها خربت عدن وضاع ابناؤها، حتى اتوا بالوحدة بين الشمال والجنوب وكانوا يطلقون عليها الوحدة المباركة، تم تعيين كوادر شمالية في كل المرافق الحكومية بعدن وكملوا ما نقص!.

ثم اتت حرب صيف 94م، فنزل تتار الشمال واستولوا على كل شيء واصبحت قبائلهم هي المتحكم الرئيس بكل المفاصل الادارية المدنية والعسكرية،

 وفي 2015م، خرج ماتبقى من ابناء عدن البواسل الذين تنحذر جذورهم لكل المناطق شمالا وجنوب، لخوض حرب تحرير مدينتهم الام عدن، كانوا كأسود كاسرة، مقاتلين اشداء لا يهابون الموت، وسطروا اروع المآثر البطولية، وكان لهم النصر المبين، في هذه المعركة كانوا قبائل المثلث يقولون هذه الحرب لا تعنينا.

وبعد انتصارهم وتحرير مدينة عدن من الغزاة، جاءت قبائل المثلث، وعقدوا لقاءات بالمقاتلين من ابناء عدن، واقنعوهم ان يذهبوا للتدريب والتأهيل العسكري ليعودوا ويحافظوا على مدينهم بعد ان يتأهلون، وكانت الخديعة الكبرى والكمين الذي لم يعملوا حسابه، فمنهم من ذهب لدورات عسكرية ومنهم من واصل قتاله ضد الحوثة في المناطق الشمالية، وهنا احكمت قبائل "المثلث" قبضتها على عدن، واصبحوا بقدرة قادر هم من حرر عدن، اما العدنيين فهم اعداء من عرب 48!!.

عبدبه منصور الرئيس الشرعي قبل ما يطردوه قبائل "المثلث" عين القائد العسكري الجنوبي الذي قاد معركة تحرير عدن، ابن عدن الحُر جعفر محمد سعد محافظا، وهذا القرار استفز قبائل العسكر في عدن، واغتالوه بكمين حقير، فجروه هو وسيارته، وهنا شددت القبيلة على حكم عدن وطردوا الرئيس الدنبوع من معاشيق، وعينوا القبيلي البنشري قائد عسكري برتبة عسكرية عليا، ياللمسخرة!! تقاسم قادة الغفلة عسكر القبيلة "البناشرة والدلالين والمقاوته والبلاطجة" مدينة عدن ووزعوها قطاعات خاصة، وكل قائد احضر عناصر قبيلته واستحدث له معسكرا خاص به وبافراد قبيلته، فنهبوا الاراضي وفرضوا الاتاوات واستحدثوا نقاط عسكرية لنهب الرايح والواجي، وفرضوا ضرائب خاصة بهم، خربوا الدنيا. وقضوا على ماتبقى من ابناء عدن ومارسوا ضدهم ابشع انواع الترهيب واستحدثوا سجون خاصة ملؤوها بأبناء عدن واطلقوا عليهم تسمية عرب 48.

اما السلطة العليا فكانت بيد الرئيس الدنبوع المقيم في الرياض بالمملكة السعودية، واصحابه "البديوه" المتنفذين ماقصروا تجاه ابناء عدن فهمشوهم وحاربوهم اكثر من ذي قبل، ولم ينظروا لاي مظلومية من اي احد منهم ولم ينصفوا احد بل زادوا الطين بله، لانهم كانوا مشغولين باصحابهم البدو، رتبوا اوضاع الكثير منهم رقوا من لا يستحق الترقية من العسكر والمدنيين وعينوا بعضهم في مناصب عليا وفي السفارات العربية والاجنبية، لعبوا زي ما يشتوا.

طار الدنبوع وجابوا لنا ثمانية، رئيس وسبعة نواب، يا الله.. ما اتخارجناش من واحد وشلته التي لعبت بكل قرارات الدولة، كيف بانسوي بالثمانية وكل واحد معه شله، لا لا مافيش فائدة ضعنا وضاعت عدن. لك الله يا ابن عدن ياعرب 48، شوف لك مخرج واترك عدن لهم ولام الجن مافيش فائدة صدقوني.

تحية خاصة لشيخ المظلومين الصابرين بصمت عزيز نفسٍ في كل المراحل، العدني الاصيل عمو سمير مقبل.

10 يونيو 2022م