السعودية تنظم الثلاثاء القادم مؤتمر المانحين لليمن 2020

تنظم المملكة العربية السعودية، بالشراكة مع الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء القادم، مؤتمر افتراضياً بشأن المانحين لليمن للعام 2020م، بهدف زيادة الوعي بالأزمة الإنسانية والإعلان عن تعهدات مالية لسد الاحتياجات الأساسية في اليمن.

ودعت السعودية الدول المانحة إلى المساهمة في إنجاح المؤتمر للتخفيف من معاناة اليمنيين.

وتعتبر السعودية من أكبر المانحين لخطط الاستجابة الإنسانية سواء للأمم المتحدة في اليمن أو بشكل مباشر لليمن، حيث من المتوقع أن تساهم بمبلغ 500 مليون دولار في خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن، منها 25 مليون دولار لمكافحة فايروس كورونا المستجد، وذلك في ظل سوء الأوضاع الإنسانية نتيجة انقلاب ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران وتفشي جائحة كورونا على مستوى العالم.

وتبذل عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، جهوداُ كبيرة من أجل تحسين الوضع الإنساني والنهوض بالحياة في اليمن من خلال تنفيذ المشاريع في مختلف القطاعات، إلى جانب دعم الاقتصاد الوطني والحد من انهيار العملة المحلية.

ومنذ انقلاب ميليشيات الحوثي المدعومة من ايران على الشرعية الدستورية في اليمن قبل خمس سنوات ضخت المملكة مليارات الدولارات لتلبية الاحتياجات الانسانية الطارئة في اليمن ومواجهة الأعباء الاقتصادية والتنموية الناجمة عن قيام المليشيات بنهب مقدرات الدولة والاستيلاء على إيرادات المؤسسات الحكومية والتلاعب في سعر صرف العملات وتدمير الاقتصاد الوطني.

وفي هذا السياق سبق وان اصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز توجيهاته بإيداع مبلغ ملياري دولار كوديعة في حساب البنك المركزي اليمني ليصبح مجموع ما قدم كوديعة للبنك المركزي اليمني ثلاثة مليارات دولار, وهو ما ساعد الحكومة اليمنية في فتح الاعتمادات المستندية للتجار من اجل توريد السلع الاساسية باسعار معقولة والحفاظ على استقرار سعر صرف العملة الوطنية.

وواصلت المملكة دعمها الاقتصادي اليمن عبر تقديم منحة اضافية للبنك المركزي بمبلغ 200 مليون دولار للمحافظة على قيمة الريال اليمني.

ومنذ العام 2015م قدمت دول التحالف قرابة 11.18 مليار دولار لليمن عبر مركز الملك سلمان للاغاثة ووكالات الامم المتحدة للتخفيف من حجم المأساة الانسانية التي خلفتها الحرب التي اشعلتها مليشيات الحوثي الانقلابية.

ولم تقتصر مسيرة العطاء لليمن على الجانب الاقتصادي والانساني، بل امتدت لتشمل الجوانب الخدمية والتنموية من خلال تدخلات البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، الهادفة إلى تحسين الوضع على نطاق واسع يتجاوز تقديم الدعم الإغاثي والغذائي والطبي والإيوائي إلى تقديم الدعم المالي للمنظمات الدولية والبنك المركزي اليمني والمشتقات النفطية، والعمل على زيادة المنافذ البرية والجوية وتوسعة قدرات الموانئ والبنية التحتية للطرق والمطارات.

وكان لمنحة المشتقات النفطية السعودية لليمن مساهمة بالغة الاثر في تمكين الحكومة من دفع الرواتب للموظفين، ورفع القوة الشرائية للمواطن اليمني، وتحسين الأوضاع الأمنية، وقطاع الخدمات والمعيشة.

وشملت تدخلات البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن قطاعات التعليم والصحة والزراعة والمياه والسدود والثروة السمكية وتعزيز الأمن الغذائي والطاقة الكهربائية والطرق والموانئ والمطارات والنظافة والاصحاح البيئي وانشاء وتجهيز واعادة تأهيل المباني الأمنية والحكومية.

ويأتي تنظيم مؤتمر المانحين لليمن 2020 تأكيدًا للدور الريادي للمملكة العربية السعودية في دعم اليمن للحد من المعاناة الانسانية.

ونهاية الاسبوع الماضي ناقش رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، التحضيرات والجهود المشتركة لإنجاح هذا المؤتمر الهادف الى حشد تمويلات وتعهدات المانحين لتغطية الفجوة التمويلية للاحتياجات الإنسانية المتزايدة في اليمن, بما فيها تفشي وباء كورونا المستجد، وتخفيف معاناة المواطنين.

وثمن رئيس الوزراء الدعم المتميز والمستمر من الاشقاء في المملكة العربية السعودية للشعب اليمني في مختلف الظروف والاحوال، وفي المقدمة المشاريع والتدخلات الفاعلة التي ينفذها مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية، وحضوره الفاعل في اجتماعات مؤتمر الاستجابة الإنسانية للأعوام الثالثة الماضية، ومساهمة البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن في تنفيذ المشاريع الخدمية والتنموية في اليمن.