قال رائد في الحرس الوطني الأمريكي خلال شهادته بأن ضباطا طالبوا بتوفير سلاح "الأشعة الحرارية" لإمكانية استخدامه ضد محتجين في متنزه قريب من البيت الأبيض في يونيو/حزيران الماضي.
وهناك ادعاء مفاده أن الشرطة العسكرية طالبت بتوفير أسلحة "الأشعة الحرارية" التي تجعل الأشخاص المستهدفين يشعرون وكأن جلودهم تحترق. وحدث هذا قبل أن تُجلي السلطات المتظاهرين من ميدان لافاييت يوم 1 يونيو/حزيران في إطار الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة على خلفية مقتل جورج فلويد. ويُذكر أن الحرس الوطني لم يكن يمتلك سلاح الأشعة الحرارية، كما لم يُسْتَخدم هذا السلاح خلال الاحتجاجات.
ويُعتقد أن ضباط إنفاذ القانون استخدموا بدلا من ذلك القنابل المسيلة للدموع، والرصاص المطاطي، والقنابل الدخانية لإجلاء المتظاهرين من المتنزه.
وقالت السلطات آنذاك إنها تدخلت للتعامل مع المحتجين الذين يستخدمون العنف، إذ ألقوا الحجارة على الشرطة وبدأوا في إضرام النيران.
لكن مراسلين كانوا يغطون المظاهرة قالوا إنها كانت سلمية. ونفت شرطة المتنزه أن تكون قد استخدمت الغاز المسيل للدموع، قائلة إنها أطلقت بدلا من ذلك "كرات الفلفل" وهي عبارة عن مقذوفات تحتوي على مادة كابساسين وهي مادة كيميائية تجعل الفلفل حارا عندما يتم إلقاؤها على المحتجين.
وبُعيد إجلاء المتظاهرين من المتنزه، سار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قدميه من البيت الأبيض لالتقاط صورة تذكارية خارج إحدى الكنائس.
وأدى إجلاء المتظاهرين من المتنزه بهدف إفساح المجال للرئيس ترامب إلى انتقادات حادة من الديمقراطيين والجمهوريين على السواء، في حين وصفت رئيسة بلدية العاصمة واشنطن، موريل باوزر، الخطوة بأنها "مخزية". ماذا قال الرائد؟ كان الرائد آدم ديماركو حاضرا في موقع الاحتجاجات بالمتنزه، إذ كان ضابط ارتباط في دور إشرافي.
وفي شهادة مكتوبة قُدمت إلى المشرعين الأمريكيين ونشرت لأول مرة في موقع "الإذاعة العامة الوطنية NPR " قال الرائد دي ماركو، إن ضابطا كبيرا في الشرطة العسكرية، سأل صباح 1 يونيو/حزيران إذا كان الحرس الوطني في العاصمة واشنطن مزودا بأسلحة الأشعة الحرارية.
ويستخدم سلاح الأشعة الحرارية لجعل الناس يشعرون وكأنهم يحترقون. وتقول السلطات إن هذا السلاح لا يتسبب في أضرار دائمة.
وورد في بريد إلكتروني أرسلت نسخة منه إلى الرائد دي ماركو، أن نظام الأشعة الحرارية "يمكن أن يُجبر فورا شخصا ما على التوقف عن السلوك الذي ينطوي على تهديدات"، واصفا نجاعة السلاح بأنها "مذهلة".
وأجاب الرائد دي ماركو قائلا إن "الحرس الوطني في العاصمة واشنطن لم يكن مزودا بهذا السلاح" أو جهاز صوتي بعيد المدى LRAD، والذي تم طلبه أيضا، إذ بإمكانه تفجير جدار الصوت بين جموع من الناس.
وقال الرائد ديماركو إن مسؤولين فيدراليين بدأوا أيضا في تخزين الذخيرة في ذلك اليوم. ووصف مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية لصحيفة الواشنطن بوست البريد الإلكتروني قائلا إنه "جرد روتيني" للمعدات الموجودة.
ولم تعلق وزارة الدفاع، أو الجيش، أو الحرس الوطني على أسئلة محددة طرحتها الصحيفة بشأن الذخيرة وخطط استخدامها.
يُذكر أن الرائد محارب مخضرم شارك في حرب العراق، قائلا إنه يشعر "بانزعاج شديد" بسبب رد الفعل الرسمي. وترشح ديماركو، 34 عاما، للكونغرس في عام 2018 كديمقراطي إذ طرح برنامجا انتقد بشدة الرئيس ترامب.
وورد في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز في أغسطس/آب، أن ضباط الحدود اقترحوا استخدام سلاح الشعاع الحراري في الحدود الجنوبية للولايات الأمريكية في عام 2018.
وتم نشر هذا النظام في أفغانستان من قبل الجيش الأمريكي لكن التقارير أشارت إلى أنه لم يستخدم في عمليات القتال. ما الذي حدث في ميدان لافاييت؟ اجتمع المتظاهرون في المتنزه بالقرب من البيت الأبيض لأيام كجزء من الاحتجاجات الجماعية ضد عنف الشرطة والعنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتحركت الشرطة بهدف إجلاء المحتجين في نحو 18.30 بالتوقيت المحلي (22.30 بتوقيت جرينتش) قبل نحو 30 دقيقة من بدء سريان حظر التجول في واشنطن - وقبيل بدء ترامب في إلقاء خطابه المتلفز من حديقة "روز" في البيت الأبيض.
وبعد انتهاء خطابه، وبعد إبعاد المحتجين، سار ترامب على القدمين إلى كنيسة سان جون والتقط بسرعة صورة وهو يرفع الإنجيل علما أن النيران أضرمت في قبو الكنيسة في اليوم السابق.
وقال البيت الأبيض إن القرار بتوسيع محيط الدائرة الأمنية غير مرتبط بقرار الرئيس زيارة الكنيسة، حيث تجمع هناك في لحظات سابقة محتجون.
وأطلقت رئيسة بلدية العاصمة واشنطن، موريل باوزر، على ساحة خارج البيت الأبيض اسم "حياة السود مهمة" كتوبيخ لترامب.
المصدر/ BBC عربي