يتوافد الحجاج القادمون إلى الأراضي المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة على الأماكن المقدسة فيهما قبيل بدء شعائر الحج، ويتصدر غار حراء في جبل النور المطل على مكة قائمة الأماكن التي تشهد إقبالا من الحجاج.
ولا يفوت الحجاج الأتراك فرصة وجودهم في مكة لزيارة الغار الذي نزل فيه الوحي على النبي محمد عليه السلام عندما كان في سن الأربعين عاما بعد اعتكاف فيه دام قرابة عامين، متحملين في ذلك عناء شديدا، نظرا لصعوبة الوصول إلى الغار الذي لا بد من الصعود إليه سيرا على الأقدام لمدة لاتقل عن الساعة.
ومع أن جبل النور الذي تحتضن قمته الغار، يبعد عن مكة حوالي 5 كيلومترات إلا أن الحجاج الأتراك يفضلون زيارته قبيل صلاة الفجر لأداء الصلاة فيه أسوة بالنبي محمد عليه السلام، ويتمتعون بإلقاء نظرة على الحرم مع إرسال الشمس أشعتها الأولى مع الصباح.
ويشهد الجبل فجر كل يوم صعود أعداد كبيرة من الحجاج الراغبين في أداء صلاة الفجر بالقرب من المكان الذي نزلت فيه أولى كلمات الوحي.
وينطلق هؤلاء الحجاج في رحلة تسلق صعبة تستمر حوالي ساعة، في مسار لا يتسع سوى لشخص واحد، ويستعين بعضهم على التسلق بعصي يشترونها من الباعة الجائلين في المكان، قبل أن يعيدون الكرة بحذافيرها في العودة.
يلهج الحجاج بالدعاء طوال رحلة التسلق، ويتفكرون في الأيام الأولى للإسلام,وفق الاناضول .
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم، يقضي أوقاتا طويلة، معتكفا ومتفكرا في غار حراء.
ونزل جبريل عليه السلام بأولى كلمات الوحي على الرسول خلال اعتكافه في غار حراء، وكان أول ما نزل من القرآن الكريم الآيات الخمس الأولى من سورة العلق التي تبدأ بـ "اقرأ".