الشاعر/ محمد جربوعة*
(الشَّيْبُ والعيبُ) هذا قاله المثل *ُ
وقال أسلافُنا: ( بالعار يحتفلُ).
ألستَ تنظرُ في المرآةِ ؟ يا عجبا *
ألا ترى الشيبَ في صدغيكَ يشتعلُ؟.
وعاقلُ القومِ حين الشيب يأكلهُ *
ينسى الذي كان في الماضي، ويعتزل.ُ
ومَن بسنكَ حين العمر يخذلهُ *
يميل للهِ في ضعف ويبتهلُ .
وأنت بالرد للآياتِ - يا أسفي- ،*
والطعنِ في ما قضاهُ اللهُ منشغلُ .
هذا - وربّكَ- في الأعمار أرذلُها
(الشَّيْبُ والعيبُ) والإرجافُ والخَطلُ.
فكيفَ قلتَ الذي قد قلتَ مجترئا؟ *
جننتَ ؟ أم أنتَ في ما قلتهُ ثمِلُ؟ .
ألستَ تخجَلُ مما صرتَ؟ أم أبدا *
أمثال جنسكَ لا يأتيهمُ الخجلُ ؟.
مَنْ أنت؟ ربٌّ ؟ نبيٌّ مرسلٌ؟ ملَك *ٌ
يزيدُ في الدينِ ما يهوى ، ويختزلُ؟.
وأنت لو نسمةٌ هبّتْ بأمسيةٍ *
لأوقعتكَ كبوّ القشّ(1) يا رجلُ.
من عهدِ فرعون ، منذ الله أغرقهُ *
وأنتَ بين (دعاوي الشرّ) تنتقلُ.
قضيتَ في الدرب قرنا..لم تصل ..فمتى*
قل لي بربّكَ يا مشؤوم قد تصلُ ؟.
سوء النهايةِ هذا.. والشقيُّ على*
خطّ النهايةُ تخطي رجلَهُ السبلُ.
أياتُ ربّكَ تبقى مثلما نزلتْ*
ورغمَ أنفكَ، نتلوها ونمتثلُ.
حتى إذا كنتَ لا ترضى ، وتكرهها*
تظلُّ في دمنا الشرقيّ تشتعلُ.
ورغمَ أنفِ رياحِ السوءِ عاصفةً *
يبقى كما كانَ قبل الصرصرِ الجبلُ .
تبقى المواريثُ (... حظِّ الأنثيينِ)، ولا*
يبدّل اللهُ ما لم يرضهُ (هُبَلُ).
ماذا ربحتَ .. وهذي الأرض في دمها*
اللهُ ، والدينُ، والقرآنُ، والرسلُ ؟
وأنتَ لا شيء .. لا شيئينِ..جعجعةٌ*
عنزٌ يظنّ بجهلٍ أنّه جَمَلُ.
ولستَ وحدكَ ..في التاريخ (أبقسةٌ)(2)
وكلّهم بعدما قالوه قد رحلوا.
يوما سترحل ..(قلْ لا).. ثمّ في كفَنٍ *
إلى المهيمنِ ، يا هذا ستنتقلُ .
ويقرأ الناسُ في التأبين : (...ذائقةُ) *
وبالشريعة يبقى الحكم والعملُ.
———
هامش:
1- البوّ: جلد الحُوار أو العجل ، حين يموت ، يُحشى قشا أو تبنا ، ويقرّب من أمه خداعا لها ، لتدرّ الحليب..
2- أبقسة : جمع بقس ، وهي الأحرف الأولى من اسم المعني بالأمر.
*شاعر جزائري