غالباً ما يُسمى هرمون الكورتيزول بهرمون التوتر نظراً لكونه يُفرز كاستجابةٍ من الجسم للإجهاد أو التوتر، لكن وفي الحقيقة فهذا الهرمون أكثر من مجرد هرمون يفرزه الجسم عندما يتوتر، في هذا المقال سنساعدك على معرفة المزيد عنه وعن تأثيره على الجسم.
ما هو هرمون الكورتيزول؟
الكورتيزول هو هرمون ستيرويدي يوجد في الجسم بشكل طبيعي وتفرزه الغدة الكظرية إلى مجرى الدم، يلعب الكورتيزول دوراً حيوياً في استجابة الجسم للتوتر أو الإجهاد مما جعله يحمل اسم هرمون التوتر، ولكنّه يُساهم فضلاً عن ذلك في أداء العديد من عمليات الجسم مثل تنظيم ضغط الدم واستقلاب الغلوكوز وإطلاق الأنسولين والاستجابة الالتهابية وغيرها. [1]
شاهد أيضاً: هرمون الحليب
مستوى هرمون الكورتيزول الطبيعي
يمكن معرفة مستويات هرمون الكورتيزول في الدم من خلال إجراء تحاليل الدم، وتعتمد هذه النتائج على عمرك وجنسك وتاريخك الصحي وطريقة إجراء الاختبار ووقت إجرائه أيضاً وهذا ما قد يعني إمكانية اختلاف النتائج واختلاف المعيار لما هو طبيعي.
يجب أن تعلم أولاَ أنّ مستويات الكورتيزول تكون في أعلى مستوياتها في الصباح وفي أخفض قيمها قرابة منتصف الليل، وسطياً يمكننا القول أنّ مستوى هرمون الكورتيزول الطبيعي هو:
من 10 وحتى 20 ميكروغرام في الديسيلتر للعينات المأخوذة بين 6 و 8 صباحاً من 3 وحتى 10 ميكروغرام في الديسيلتر للعينات المأخوذة في حوالي الساعة 4 مساءً
غالباً ما تحدث مستويات الكورتيزول غير الطبيعية نتيجة الاستخدام طويل الأمد للستيرويدات (مثل أدوية الربو أو أمراض المناعة الذاتية أو الالتهابات). [2]
نقص هرمون الكورتيزول
يُطلق على الحالة التي يعجز فيها الجسم عن إنتاج ما يكفي من هرمون الكورتيزول بداء إديسون أو الأزمة الكظرية الحادة، نقص هرمون الكورتيزول في الجسم يمكن أن يؤدي إلى العديد من الأعراض مثل:
الضعف انخفاض ضغط الدم الإرهاق
وفي حال استمر الأمر دون علاج يمكن أن يتطور الأمر لديك إلى ظهور بعض الأعراض الأخرى مثل:
دوار مفاجئ التقيؤ فقدان الوعي [3]
ارتفاع هرمون الكورتيزول
يمكن لبعض العوامل مثل الأورام أن تؤدي إلى ارتفاع هرمون الكورتيزول في الجسم، هذا الارتفاع يمكن أن يتسبب بظهور العديد من الأعراض مثل:
زيادة الوزن (غالباً حول منطقة الوسط وأعلى الظهر) اكتساب الوزن واكتساب الوجه شكلاً مدوراً حب الشباب ترقق الجلد ظهور الكدمات على الجلد بسهولة احمرار الوجه تباطؤ الشفاء ضعف العضلات إرهاق شديد التهيج صعوبة التركيز ارتفاع ضغط الدم صداع [4]
هرمون الكورتيزول وزيادة الوزن
لا تؤدي زيادة هرمون الكورتيزول دوماً إلى زيادة الوزن فمن غير المحتمل أن تؤدي الزيادات الطفيفة للسمنة أما عندما تكون مستويات الكورتيزول مرتفعةً دوماً بشكل كبير فقد يؤدي ذلك إلى تحريض الجسم على الإفراط في تناول الطعام، يمكن ملاحظة هذا التأثير في ميلنا لتناول الطعام في الأوقات التي نشعر فيها بالتوتر حيث يصعب علينا في تلك الأحيان أن نستمر في اتباع نظامٍ غذائي صحي. [5]
بالإضافة إلى ذلك يوجد علاقة بين الكورتيزول في الأنسولين الذي يتحكم في سكر الدم، عند زيادة مستوى الكورتيزول تُصبح خلايا الجسم أكثر مقاومةً للأنسولين وذلك يؤدي إلى زيادة مستويات سكر الدم في الجسم مما ينتج عنه زيادة في الوزن واحتمال الإصابة بالسكري من النوع الثاني. [6]
هرمون الكورتيزول والرياضة
يتعامل الجسد مع الرياضة على أنّها شكل من أشكال الإجهاد والتوتر وهذا يعني أنّك كلما مارست الرياضية أكثر سيطلق جسمك المزيد من الكورتيزول، كما أنّ تحسن لياقتك البدنية ستساعد جسدك على التعامل مع الإجهاد بشكل أفضل ما يعني إطلاق كمية أقل من الكورتيزول استجابةً للرياضة.
بينت الدراسات أنّ الوقت الذي تقضيه في التدريب وكثافة التمرين يؤثران على كمية الكورتيزول التي يفرزها الجسم استجابةً للإجهاد الجسدي، ونتيجة الدراسة بينت أنّ المزيد من الرياضة ليس أفضل دوماً حيث أنّ التمرين لأكثر من 60 دقيقة مع تمارين منخفضة الكثافة سيحرق مخازن الغليكوجين ويحفز إطلاق الكورتيزول. في المقابل تؤدي التمارين القصيرة عالية الكثافة إلى زيادة أقل في مستويات الكورتيزول، ومع ذلك تميل مستويات الكورتيزول إلى الارتفاع عندما تكون فترات الاستراحة في التمرين قصيرة مع كثافة تمرين مرتفعة. [7]
هرمون الكورتيزول والقلق
تؤدي زيادة هرمون الكورتيزول لفترات طويلة إلى تحريض ظهور العديد من المشاكل النفسية مثل القلق وتقلبات المزاج والاكتئاب، وهنا سيكون من الضروري للغاية أن تعمل على تخفيض مستويات الكورتيزول وهو ما يمكن أن يتم بطرق مختلفة مثل تغيير النظام الغذائي وممارسة الرياضة وممارسة بعض الأنشطة التي تُساعد على الاسترخاء. [8]
هرمون الكورتيزول والدورة الشهرية
من المعروف أنّ الحالة النفسية وخاصةً عند التوتر تؤثر على الدورة الشهرية لدى النساء وهو ما يعود بشكل أساسي إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث، يزيد التوتر من مستويات الكورتيزول في الدم وهو ما يقوم بدوره بتثبيط المستويات الطبيعية للهرمونات التناسلية في الجسم. كنتيجة لذلك يمكن أن تُعاني المرأة من إباضة غير طبيعية أو من انقطاع الطمث أو حتى من بعض النتائج السلبية للحمل مثل الولادة المبكرة. [9]
مضادات هرمون الكورتيزول
في بعض الأحيان تُسمى الأدوية التي توقف إنتاج الكورتيزول أو تمنع ارتباطه بمستقبلاته باسم حاصرات الكورتيزول أو مضادات هرمون الكورتيزول ويشيع استخدام هذه الأدوية في علاج متلازمة كوشينغ. وعلى الرغم من أنّ بعض الشركات تسوق لمضادات هرمون الكورتيزول كمنتجات لتخفيف التوتر أو فقدان الوزن إلا أنّ هذه الادعاءات ما زالت غير مدعومة بأي دليل علمي حتى اليوم، بكلماتٍ أخرى قد يكون من الأفضل لك أن تقرأ المزيد عن آلية عمل الكورتيزول وطريقة تأثيره على الجسم قبل أن تحاول استخدام مضادات هرمون الكورتيزول لتخفيف التوتر أو فقدان الوزن كما يفضل عدم استخدام هذه الأدوية دون إشرافٍ طبي. [10]
علاج هرمون الكورتيزول
قد يقود اضطراب هرمون الكورتيزول إلى بعض المشاكل الصحية والنفسية، ولهذا من الضروري أن تحرص على توازن مستوياته وبقائها ضمن الحد الطبيعي، ولتحقيق ذلك وعلاج هرمون الكورتيزول يمكن القيام بـ:
الذهاب للنوم والاستيقاظ يومياً في الموعد ذاته وبدء نهارك مع شروق الشمس تقليل استهلاك الكحول تجنب الكافيين والسكر والأطعمة المصنعة وتناول الأطعمة الطبيعية مارس الرياضة الحصول على مساج بشكل دوري (مرة كل شهر) استشر طبيبك بشأن تناول مكملات الفيتامين B مارس بعض الأنشطة التي تُساعد على الاسترخاء مثل التأمل
في بعض الأحيان قد لا تنفع هذه الوسائل ويكون من الضروري استخدام الأدوية، وهنا قد يصف لك الطبيب أدويةً مضادة لهرمون الكورتيزول إن كنت تُعاني من زيادة إنتاج الكورتيزول أو استخدام الستيرويدات القشرية في علاج مستويات الكورتيزول المنخفضة. [11]
شاهد أيضاً: تحليل الهرمونات (FSH)
في النهاية يجب ألا تنسى أنّنا جميعاً نُعاني من ارتفاع هرمون الكورتيزول أو نقصه بين الحين والآخر فهذه هي الطريقة التي يتعامل فيها الجسم مع الكورتيزول وهو أمر لا يدعو للقلق، لكن في حال كانت هذه الاضطرابات مستمرة لفتراتٍ طويلة هنا يجب أن تتحدث لطبيبك عن الأمر وإجراء بعض التحاليل.