أحيانًا ما تنقلب لحظات السعادة والفرح إلى هموم وأحزان، وربما مآتم أيضًا، كما حدث مع "وليد ونجاح" في قرية منية الحيط، بالفيوم بعدما احتفلا بزواجهما مساء الاثنين، دون أن يرد على خاطرهما أن "ليلة الخميس" ستكون الأخيرة لهما في الدنيا.
48 ساعة فقط عاشها أقارب "وليد ونجاح" وأهالي قرية منية الحيط التابعة لمركز إطسا بالفيوم، في خضم فرحة العروسين، فـ"وليد أبو الخير" محبوبًا بين الأهالي، كما قال جيرانه، بينما تتمتع عروسه "نجاح محمد" بسمعة طيبة بين الجميع؛ ليتوج زواجهما بفرحة عمت أهالي القرية قبل أن تنقلب الأمور رأسًا على عقب في ليلة الخميس الماضي.
جيران العروسين أكدوا أنهما في صبيحة يوم الخميس، اشتموا رائحة غاز تنبعث من شقة وليد ونجاح، فتشككوا في الأمر وأسرعوا لكسر باب الشقة لاستيضاح الأمر.
وأوضح الجيران أنهم وجدوا "وليد وعروسه نجاح" داخل الحمام جثتين هامدتين لا حراك فيهما، وأنهم حاولوا إسعافهما عن طريق نقلهما إلى مستشفى إطسا المركزي إلا أن المحاولات باءت بالفشل في إنقاذ حياتهما؛ ليكتبا بذلك السطر الأخير في قصتهما معًا.
كان اللواء ثروت المحلاوي نائب مدير أمن الفيوم تلقى إخطارًا من مستشفى إطسا المركزي بوصول وليد خالد أبوالخير- 26 عامًا، سماك، وعروسه نجاح محمد عطشي– 18 عامًا، ويقيمان في قرية منية الحيط.
كشفت التحريات التى أشرف عليها اللواء صبري العزب مدير إدارة البحث الجنائى، أن العروسين تزوجا منذ 48 ساعة، وأنهما تركا سخان الغاز مفتوحًا، ما أدى إلى تسرب الغاز داخل الحمام حيث كانا يستحمان سويًا.
وأضافت التحريات، أن جيران العروسين شعرا برائحة غاز البوتاجاز ينطلق من شقة العروسين، فكسروا باب الشقة وفصلوا سخان الغاز حيث وجدوا العروسين داخل حمام المنزل.
جرى نقل العروسين لمستشفى إطسا المركزي، واستدعاء مفتش صحة إطسا، الذي أكد أن الوفاة نتيجة الاختناق بغاز البوتاجاز، فقرر حسام المغربى وكيل أول نيابة إطسا التصريح بدفنهما ومباشرة التحقيقات.