طفل رضيع ملطخ بالدماء، جراء فقد إحدى شفتيه، بجوار صورة الطفل رقم جاره الذى يتولى إعالته، حيث يمكن لمن يريد التواصل عبر الرقم، تقديم المساعدة.. مشهد مروّع تداولته مواقع التواصل الاجتماعى فى الآونة الأخيرة، يروى جمال زكى، الذى يعمل فنى حدادة سوست بالإسماعيلية، لـ«الوطن»، أنه كان عائداً من عمله منذ أكثر من شهر عندما سمع صوت صراخ ينطلق من منزل أحد الجيران، لم يهتم فى أول الأمر، حيث يتجنّب منذ جاء للإقامة بالمنطقة قبل ست سنوات، التعامل مع سكان منزل «محمود السيد الشافعى»، لما عرف عن أهله من سوء المعاملة، لكن عندما لاحظ استمرار الصراخ أكثر من ساعة، قرّر التوجه إلى المنزل: «ده طفل لا حول له ولا قوة.. وأنا كنت باعمل خير».
ما وجده الحاج «جمال» لدى وصوله إلى المنزل لم يكن أقل فزعاً من الصراخ، لقد كانت الدماء تسيل من فم الرضيع فى «بير السلم»، بينما والده وأخته غير الشقيقة يقفان مكتوفى الأيدى، ولسان حالهما يقول: «مش معانا فلوس نوديه مستشفى»، أسرع «جمال» بالطفل إلى مستشفى الإسماعيلية العام، فرفض التعامل مع حالته، توجّه إلى مستشفى الإسماعيلية الجامعى، فرفض تصديق أن الإصابة البالغة للطفل نتجت عن وقوعه من فوق السلم، وهى الرواية التى زعمها ذووه، إنها بفعل «عضة إنسان أو كلب مسعور».
أجرى مستشفى الإسماعيلية الجامعى عمليتى «تركيب شفة» للطفل فى الفترة الماضية، بينما رفض إجراء العملية الثالثة التجميلية، المقرّرة خلال ثلاثة أشهر، لعدم مجاوزة الطفل ثمانية أشهر، فجلده لا يظال طرياً ويحتاج إلى وقت للالتئام، حسب «جمال»، الذى تولى وزوجته مسئولية رعاية الطفل وإيوائه إلى جانب أبنائهما الثلاثة، خوفاً عليه من الإقامة مع أسرته، وعندما بحث عن مستشفى خاص يمكنه عمل العملية التجميلية «بسعر كويس» وجد أن الأسعار تتراوح بين 50 و60 ألف جنيه، وهو ما لا يستطيع تحمله: «ربنا يقدرنى الفترة الجاية أجيب المبلغ أو يبعت لى متبرع».
يبحث «جمال» فى الفترة الحالية عن توفير «لبن مدعم وأكل وبامبرز» للطفل، حتى يمكنه تجاوز المحنة، ورغم ضيق الحال، فإنه ما زال يرعى الطفل، كونه واجباً إنسانياً.