عُثر على مجموعة ضخمة من النجوم في مجرة درب التبانة، على بعد مسافة كونية قصيرة نسبيا من نظامنا الشمسي. ويبلغ عمر العنقود المفتوح Valparaíso 1 الآن حوالي 75 مليون سنة، ويقدر أنه يحتوي على ما يقرب من 10000 كتلة شمسية من النجوم عندما انبثق لأول مرة. وعلى بعد 7000 سنة ضوئية فقط، فإن العديد من نجومها ساطعة بدرجة كافية بحيث يمكن رؤيتها من خلال تلسكوب في الفناء الخلفي الخاص بك. وقال عالم الفيزياء الفلكية ريكاردو دوردا، من معهد أستروفيسيكا في جزر الكناري: "حاولت عمليات البحث السابقة تحديد موقع عناقيد مفتوحة، لكن Valparaíso 1 لا يبدو مثل مجموعة مشابهة لتلك التي نجدها عادة، ولهذا السبب لم يتم اكتشافها من قبل". ويُعرف العنقود المفتوح بأنه مجموعة من النجوم ولدت معا من السحابة الجزيئية للغاز والغبار نفسها. وكلها من العمر والتركيب الكيميائي نفسه، وتتحرك معا عبر مجرتها الأصلية. ومع ذلك، نظرا لصعوبة تحديد مسافات نجوم مجرة درب التبانة ومدارات المجرات من الأرض، فإن تحديد هذه المجموعات ليس بالأمر السهل دائما. وسعى فريق من الباحثين بقيادة عالم الفلك إغناسيو نيغويلا، من جامعة أليكانتي في تشيلي، إلى البحث في الأمر. وكان لديهم أداة قوية تحت تصرفهم - بيانات من القمر الصناعي Gaia، وهو مسبار قضى السنوات العديدة الماضية في رسم خرائط مجرة درب التبانة في ثلاثة أبعاد بأعلى دقة حتى الآن. ولا تتضمن البيانات الناتجة مواقع النجوم داخل مجرة درب التبانة فحسب، بل تشمل أيضا حركتها، ما يسمح للباحثين بتحديد أن نجوم Valparaíso 1 تتحرك معا كمجموعة أثناء دورانها حول مركز المجرة. ومع وجود هذه المعلومات في متناول اليد، تحول علماء الفلك إلى تلسكوبات أخرى لتحديد خصائص التجمعات النجمية للعنقود، من عينة من 1047 نجما. وباستخدام تلسكوب Irénée du Pont الذي يبلغ طوله 2.5 متر في مرصد Las Campanas في تشيلي، وتلسكوب Isaac Newton في مرصد El Roque de los Muchachos في إسبانيا، حصلوا على أطياف ضوء النجوم التي سمحت للعلماء بتحديد خصائصها الفيزيائية. وعُثر على بعض النجوم - حوالي 180 - على أنها نجوم تسلسل رئيسي من النوع B. وهذه هي النجوم الساخنة جدا التي تتراوح عادة بين ضعفين و20 ضعف كتلة الشمس، وعمرها يتراوح بين 10 و100 مليون سنة. (يبلغ عمر الشمس حوالي 4.6 مليار سنة وما زالت قوية). وكانت معظم النجوم عبارة عن عمالقة حمراء، وهي مرحلة متأخرة من التطور النجمي، حيث تنتفخ النجوم عندما ينخفض احتواؤها على الهيدروجين. وأوضح نيغيرويلا: "يحتوي Valparaíso 1 على عشرات النجوم الساطعة بدرجة كافية بحيث يمكن ملاحظتها من خلال تلسكوب هواة، لكنها تضيع وسط حشد من النجوم التي لا تنتمي إلى العنقود". ويمكن أن تؤدي عمليات البحث المستقبلية باستخدام بيانات Gaia إلى زيادة حجم هذه المجموعات المفقودة. وفي الوقت نفسه، يعد Valparaíso 1 كنزا نادرا يمثل فرصة لاستكشاف وفهم أفضل للمرحلة الوسيطة لتطور نجوم العنقود المفتوحة. ويأمل الفريق في إجراء بحث متابعة بتفاصيل أكبر بكثير. ونُشر البحث في الإخطارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية.
المصدر: ساينس ألرت