من هو البطل الذي قال من أرض المعركة: "نحن هنا فأين انتم؟ "سيرة ذاتيه

 

علي حسن الخريشي

من هناك من الحديدة وعلى مشارف مينائها، حيث يحتدم الصراع ويحمي وطيس الحرب ويشتعل لهيبها، وقف الشهيد البطل (رشاد محسن علي) قبل استشهاده بساعات وقالها كلمة خالدة لقناة Bbc البريطانية. قالها وهو يرفع يده إلى السماء بإشارة النصر: (نحن هنا.. فأين أنتم؟!).

نعم قالها هكذا.. نحن هنا فأين أنتم؟! يا مليشيات الضلال والجور والتبعية.. تقدم رشاد مع ستة من رفقاء السلاح في الخطوط الأمامية للمواجهات لتصفية بعض الجيوب المتبقية في إحدى المباني على بُعد مرمى حجر من الكيلو ستة عشر بمدينة الحديدة، فتقدموا وصفوا البنايات، ورغم كثرة الأعداء حولهم استمروا في تقدمهم وتوجيه نيرانهم نحو العدو الذي لجأ إلى القنص.

أصيب رشاد رحمه الله بطلق ناري لكنه استمر في المواجهة ورفض الاستسلام، وظل يقاوم مع أحد رفاقه مقاومة شرسة تراجع على إثرها العدو، ليصوبوا قذيفة (RPG) أصابت شظاياها المقاوم رشاد وأحد رفاقه لينالا الشهادة بعد أن تناثرت حولهم جثث العديد من عناصر الضلال الحوثية. رحمة الله تغشاك رشاد وجميع الشهداء الأبرار.

الاسم: رشاد محسن علي فارع الاغبر.

من مواليد 1970، قرية الرويد، مديرية الملاح - ردفان - متزوج وأب لعشرة من الأبناء (أربعة ذكور وستة إناث).

تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة سبأ الرويد، ثم أكمل دراسته الثانوية في ثانوية لبوزة بمدينة الحبيلين. التحق بعدها في القوات المسلحة الجنوبية وعمل في إدارة الكادر التابعة للقوات المسلحة الجنوبية ، وبعد حرب صيف 1994م المشؤومة توقف عن العمل مثله مثل غيره من أبناء الجنوب.

التحق بعدها بكلية التربية صبر ليحصل على شهادة دبلوم في التربية ، ولم يحصل على وظيفة في التربية رغم تفرغه نهائيا عن العمل في القوات المسلحة.

وحين انطلقت ثورة الحراك السلمي الجنوبي عام 2007 م  سار رشاد مع ركب ثورة الحراك الجنوبي وكان حاضرًا في العديد من فعالياته السلمية في ردفان وعدن وغيرها.

رشاد - كما عرفته - رجلا شجاعا ومقداما لا يخاف في الله لؤمة لائم ، يتميز بالشهامة والكرم والجود رغم شدة الحاجة .

التحق منذ عام تقريبا بأحد ألوية العمالقة الجنوبية (لواء الشيخ عبدالرحمن اللحجي). صال وجال في الساحل الغربي حتى مشارف الحديدة ، وهناك لقي الشهادة ليلتحق بركب الشهداء الأخيار في 13 سبتمبر 2018 م.

رحمك الله أخانا رشاد وأسكنك فسيح جناته وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير..