محمد المزوغي
هو شاهدٌ
وأنا أراهُ شهيدَا
رجلٌ بلا وطنٍ
يعيشُ وحيدَا
قالتْ له المحنُ العظيمةُ
لا أرى للحزن فيكَ
- وكَمْ ركضتُ - حُدُودَا
من أنت ؟!
كيف حفرتَ نَهْرًا وَاسِعًا
في قاعِ رُوحِكَ
لم يزلْ ممدودا
لم تلق في ( شيرازَ )
نصفَ قصيدة
قالت ل( حافظَ ) :
كم أراك سعيدا
لم تُهْدِكَ ( الزَّرقَاءُ ) كُحلَ عُيُونِها
لترى قريبا
ما نراه بعيدا
لم تبتسمْ لك ( موناليزا )
لم يَمِلْ ( بيزا ) لأجلكَ
لم تكن ( جمشيدا )
ما مرّ حيث مررتَ ( نيرودا ) لكي
تزهو بأنّكَ تقتفي ( نيرودا )
ما زلت تحلم
باحتمالٍ قادمٍ
حتى أضعتَ الممكنَ الموجودا
*
الممكنُ الموجودُ
بابٌ مُغلقٌ
ما عاد يُحسنُ أن يريكَ جديدا
من أين لولا الحلمُ
تنثالُ الرُّؤى
فينا لتوقظَ غافلينَ رُقُودَا؟!
ما كان ( سورُ الصين ) إلّا فكرةً
بالحبّ أضحتْ واقعًا مشهودَا
الحُبُّ أن تُسقى
بكأسٍ مرّةً
فتظلُّ تطلبُ
- ما حييتَ - مزيدا
*
تأتي القصيدةُ
حين تأتي نقرةً
في القلبِ
تفتحُ بابه الموصودا
تُدني إلى الأحلامِ
وعدَ حدوثها
وتردُّ يأسًا هازئًا عربيدا
إن لم يَكُنْ حُبًّا
يبدِّدُ كُرهَنَا
هذا القصيدُ فلا نريدُ قصيدا
إن لم يكن كقميص يوسف
حاملا وعدَ الضياء
أنا أراهُ وعيدا
بعضُ القصائد فيك
تشبهُ ( نرجسًا )
وأحبُّهَا أن تشبه ( الأوركيدا )
فدعِ البياضَ
يزورُ قلبَكَ وابتسمْ
سيزيلُ أحقادًا
هنالكَ سُودَا
ما العيشُ إلا أن تضئَ تَسَامُحًا
ما الموتُ إلّا أن تعيش حقودا
*
رَجُلٌ بلا وطنٍ
سينحتُ دونما يأسٍ بلادًا
لن يظلَّ وحيدا
سيعادُ تشكيلُ المكانِ
كما اشتهتْ رؤيا الجمالِ
على يديه أكيدا؟!!
البويرات 16 /9/ 2018
رجل بلا وطن
الأكثر زيارة