نشر موقع “ستيب تو هيلث” الأمريكي تقريرا سلط من خلاله الضوء على العلامات التي تدل على أن طفلك يعاني من الحرمان العاطفي.
وقال الموقع، في تقريره إنه بإمكاننا تفادي إصابة الأطفال بهذا الحرمان وتلافي تأثيراته من خلال القيام ببعض الممارسات التي يُنصح بها، نظرا لأهمية النمو العاطفي السوي في تكوين شخصية الطفل في المستقبل.
وأشار التقرير إلى أن نمو الأطفال يعتمد بشكل كامل تقريبا على الوالدين أو على أولياء الأمور البالغين والمسؤولين. ولا يقتصر هذا الأمر على توفير حاجياته الأساسية وتعليمه، ولكن يجدر بالآباء توفير الإحاطة النفسية اللازمة لأطفالهم من خلال تخصيص وقت لهم، وتقبيلهم ومعانقتهم، ثم منحهم المشورة اللازمة التي تدل على الشعور بالمودة تجاههم.
وأفاد الموقع بأنه ليس هناك أمر أكثر فائدة بالنسبة للأطفال من إظهار والديهم للمودة والمحبة. ومن شأن هذه الممارسات أن تسمح للأطفال بالنمو في بيئة صحية تمكنهم من تطوير مهاراتهم بالشكل المناسب. ومع ذلك، يفتقر الكثير من الأطفال إلى هذه المشاعر الإيجابية، ويعود ذلك بالأساس إلى عائلاتهم أو الأشخاص المحيطين بهم. وعندما يكون الأطفال عرضة للحرمان العاطفي، سينعكس ذلك بشكل مباشر على سلوكياتهم.
وخلال مرحلة الطفولة، يحتاج الأطفال إلى دفع معنوي وعاطفي من الأشخاص المقربين منهم حتى يتمكنوا من الشعور بالرضا عن أنفسهم وكي يكونوا واثقين من أنهم محميون جيدا. لكن في عصرنا الحالي، وبسبب ساعات العمل الطويلة وأسلوب الحياة المثقل بالمسؤوليات، يتملص بعض البالغين من التزاماتهم العائلية، وهو ما يؤدي إلى شعور الأطفال بالوحدة وضعف التواصل بينهم وبين والديهم.
وتطرق الموقع إلى النتائج السلبية التي تنجم عن إهمال الوالدين لأطفالهم وتتسبب في شعورهم بالحرمان العاطفي. في الواقع، قد تدفع مثل هذه المعاملة السيئة بالطفل لافتعال المشاكل من أجل لفت الانتباه، فضلا عن اعتماده أسلوبا دفاعيا على الدوام أثناء تعامله مع الأشخاص المحيطين به.
علاوة على ذلك، قد يشعر بعض الأطفال بصداع مستمر، كما أن معدلات التوتر المرتفعة لديهم قد تتسبب في إضعاف جهازهم المناعي.
وأوضح الموقع، أولا، أن الأطفال الذين يعانون من الحرمان العاطفي يسعون ليكونوا مركز الاهتمام أينما حلّوا، وهو ما يدفعهم إلى عصيان أوامر والديهم والقيام بسلوك غير لائق، مثل البكاء في الأماكن العامة. وفي حال كان طفلك يضحك بشكل مستفز، أو يعاني من تقلبات المزاج المفاجئة والغضب، فمن المرجح أن يكون ذلك بسبب معاناته من الحرمان العاطفي.
وبين الموقع، ثانيا، أن الشعور بالحرمان العاطفي يدفع الأطفال إلى التصرف بعدوانية. وفي هذه الحالة، يتعين على الوالدين تخصيص بعض الوقت للاستماع لأطفالهم، وإيلاء أهمية لما يقولون. وعند اعتماد الوالدين لهذه الطريقة، سيشعر الأطفال بالكثير من التقدير وستتولد لديهم ثقة كافية للتعبير عن أنفسهم والحديث عن الأمور التي تثير قلقهم.
وأضاف الموقع، ثالثا، أن الشعور بانعدام الأمان أثناء التعامل مع الآخرين يمثل إحدى انعكاسات معاناة الأطفال من الحرمان العاطفي. ويتسبب إهمال الوالدين للطفل في شعوره بأنه غير محمي، وهو ما يدفعه للشعور بالخوف واتخاذه موقفا دفاعيا أثناء نشاطاته في بيئته الخارجية. وبشكل عام، يعتبر فقدان الأطفال لثقتهم بالآخرين مؤشرا واضحا على أن الأمور لا تسير على ما يرام.
وأورد الموقع أن الخوف يمثل العلامة الرابعة الدالة على الحرمان العاطفي لدى الطفل. وتتسم علاقات الأطفال، الذين يشعرون بالخوف على الدوام، مع الأشخاص المحيطين بهم، بالفتور. وفي هذه الحالة، يتوجب على الوالدين العمل على تقوية الرابط بينهما وبين الطفل، وعرضه على طبيب أو معالج نفسي.
ونوه الموقع، خامسا، بأن عدم شعور الأطفال بحب الأشخاص المحيطين بهم يؤدي إلى حدوث اضطرابات في التعلم، وغياب الحافز عند قيامهم بالواجبات المنزلية. ووفقا للعديد من علماء النفس، يكون الأطفال، الذين يعانون من الحرمان العاطفي، عرضة للمشاكل المتعلقة بتعلم اللغة في المدرسة، بالإضافة إلى تدني علاماتهم.
وذكر الموقع، سادسا، أن إدمان الأطفال على الأجهزة الإلكترونية يعتبر علامة على وجود خطب ما لديهم. وفي حال اعتمد الأهل على الأجهزة التكنولوجية واعتبروها بمثابة “المربية الرقمية”، فستؤدي ممارساتهم غير الصحية إلى ظهور مضاعفات خطيرة لدى الأطفال. وغالبا ما يؤدي الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية إلى عزل الأطفال ووضعهم داخل فقاعة تكنولوجية تحول دون تفاعلهم مع عالمهم الخارجي.
وأكد أن الحرمان العاطفي يؤدي إلى ظهور عدة مشاكل أثناء فترة المراهقة، لينشأ الطفل أنانيا وغير ناضج عاطفيا. وفي حال ترعرع الأطفال في بيئة خالية من مشاعر الحب والمودة، فسيواجهون العديد من المشاكل على مستوى الحفاظ على علاقاتهم الشخصية عندما يكبرون.