أ.د. محمد سعيد خنبش*
مقدمة:
تأسست جامعة حضرموت بموجب القرار الجمهوري الصادر في التاسع عشر من ابريل من عام 1993 م. وبدأت نشاطها في كليتي الهندسة والبترول والبنات بالمكلا في العام الجامعي 1995- 1996 م، وتضم حاليا ثلاثة عشر كلية بعد انفصال خمس كليات وضمها الى جامعتي سيئون والمهرة.
ويبلغ اجمالي عدد الطلاب المرحلة الأولى (البكالوريوس) 12619 طالبا وطالبة موزعين على 56 برنامجاً بالإضافة الى طلاب الدراسات العليا وعددهم 880 موزعين على 55 برنامج للماجستير و13 برنامج للدكتوراه .
وقد ركزت الجامعة منذ تأسيسها على فتح التخصصات النوعية التي تحتاجها السوق المحلي والإقليمي. وشهدت الجامعة تطورا لافتا واقبالا اجتماعيا على التعليم.
رؤية الجامعة: التميز في مخرجات التعلم والبحث وتنمية المجتمع.
رسالة الجامعة: تقديم برامج وبحوث أكاديمية مميزة، تسهم في جودة التعلم وإنتاج المعرفة وتنمية المجتمع، من خلال بيئة محفزة للتعلم والإبداع، وتبني معايير الجودة، وإيجاد شراكات فاعلة.
قيم الجامعة: مجموعة من الموجهات للأداء والسلوك الأكاديمي والإداري للجامعة من شأنها المساعدة على تحقيق رؤية الجامعة ورسالتها، وهي تنبثق من ديننا وثقافتنا وتتحدد في : تجربة جامعة حضرموت كقاطرة للازدهار والتميّز الدولي وبناء مراكز المعرفة يمثل التعليم العالي اليوم أحد أهم أدوات التنمية الشاملة، فهو منبع المعرفة، ومركز إنتاج الأفكار، ورافعة أساسية في بناء الاقتصاد القائم على الابتكار .
ورغم الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن، استطاعت جامعة حضرموت أن تواصل دورها الحيوي في خدمة المجتمع. سيتم تسليط الضوء على تجربة جامعة حضرموت كقاطرة والازدهار والتميز الدولي وبناء مراكز المعرفة وسيتم التركيز على 5 محاور هي: المحور الأول: جامعة حضرموت ومحركات الازدهار الاقتصادية. المحور الثاني: الجامعة والتميّز الدولي والتدويل. المحور الثالث: الجامعة كمركز اقليمي لإنتاج المعرفة.
المحور الرابع: التحديات والفرص أمام جامعة حضرموت.
المحور الخامس: الرؤية المستقبلية للجامعة.
أولاً: جامعة حضرموت ومحركات الازدهار الاقتصادية: 1. مساهمة الجامعة في التنمية المستدامة: رَفَدَتْ الجامعة سوقَ العمل بثمانيةٍ وأربعين ألفًا وثلاثِمائة وثلاثةٍ وعشرين ألفَ خِرِّيج من حَمَلةِ البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.
تسهم الجامعة في قيادة القطاعات الحكومية والتنموية والخاصة بالإضافة الى المؤسسات الاكاديمية وذلك من خلال تبوء مخرجات الجامعة من الخريجين عدد كبير من المواقع القيادية وعل سبيل المثال : الوظائف العليا في الدولة ( وزراء، نواب وزراء، وكلاء، مدراء عامون) المدراء التنفيذيون للمؤسسات التنموية. الإدارات العليا في عدد من المؤسسات الاكاديمية، المؤسسات الصحية المحلية والإقليمية.
2. دور الجامعة في الابتكار والبحث العلمي: تتلخص مساهمة جامعة حضرموت في الاَتي:
ينشر أعضاء هيئة التدريس والهيئة المساعدة عشرات الأبحاث التي تسهم في حل مشاكل المجتمع أو تضيف معارف قيمة الى المعارف الإنسانية. يسجل أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم المتميزين في جامعة حضرموت أعداد من الاختراعات ويتم عرضها سنويا في المحافل الدولية. سجل طلاب الجامعة خلال السنوات الماضية أكثر من مائة اختراع وتم عرضها في المعرض الأول للاختراعات والابتكارات في الجامعة.
3. الجامعة وريادة الأعمال وبناء الشركات الناشئة: تقوم الجامعة بدعم وتشجيع المبادرات الطلابية ومن الأمثلة على ذلك: انشاء حاضنة جامعة حضرموت للأعمال الريادية. انشاء مركز جامعة حضرموت لدعم المشاريع الريادية والابتكار. تنظيم معرض ريادة الأعمال والاسر المنتجة. انشاء مركز تدريب الطلاب.
ثانياً: الجامعة والتميّز الدولي والتدويل: لم تقتصر جهود الجامعة على التعليم فقط، بل اتجهت بخطوات ثابتة نحو التدويل والتميز الدولي، إدراكًا منها لأهمية الانفتاح على العالم الأكاديمي من خلال: دخول الجامعة تصنيف QS للمنطقة العربية للعام الثاني على التوالي ضمن أفضل خمس جامعات على المستوى الوطني. توسيع شبكة التعاون الأكاديمي مع أكثر من مائة جامعة عربية ودولية. عضوية اتحاد الجامعات العربية وجامعات العالم الإسلامي واتحاد رؤساء الجامعات العربية والروسية والدخول مؤخراً في عضوية اتحاد الجامعات المتوسطية، الحصول على الاعتماد الرسمي من مفوضية الإتحاد الأوروبي للمنح والعطاءات. الحصول على فرص التدريب للهيئة التدريسية والطلاب ضمن المشروع الممول من الإتحاد الأوروبي.
شراكة للتبادل الطلابي مع جامعة بتروناس الماليزية (في عام 2022) وجامعة بادوفا الايطالية لمدة عامين ابتداء من 2025 – 2027 المشاركة في مشروع تطوير مكاتب العلاقات الدولية بالشراكة مع جامعات يمنية واوروبية بتمويل من مفوضية الاتحاد الأوروبي المشاركة في مشروع معالجة الفجوة بين القطاع الحكومي والصناعي وفرص التدريب لخريجي الجامعة بالشراكة مع جامعات عراقية واوروبية بتمويل من مفوضية الاتحاد الأوروبي.
اطلاق برنامج أهلا بكم في حضرموت والذي يتضمن 500 منحة دراسية سنوية مجانية للطلاب الدوليين.
ثالثاً: الجامعة كمركز اقليمي لإنتاج المعرفة إن بناء المعرفة هو أحد أهم أدوار الجامعات الحديثة، وقد نجحت جامعة حضرموت في تعزيز موقعها من خلال من خلال: إنشاء 6 مراكز بحثية.
دعم النشر العلمي المتميز قي المجلات ضمن قاعدتي SCOPUS AND WEB OF SCIENCE العمل على تطوير مجلات الجامعة لتكون مفهرسة دوليا. تشجيع البحث العلمي المشترك متعدد التخصصات مع جامعات شرق أسيا في ماليزيا وإندونيسيا وبروناي والمشاريع التي تعمل حاليا هي: مشروع مع جامعة بروناي للتكنولوجيا: عنوانه: التقييم الفني والاقتصادي والبيئي لأنظمة الطاقة الهجينة والهيدروجين لتطبيقات الطاقة الخضراء.
مشروع مع جامعة ايرلانقا الأندونيسية: عنوانه: "تأثيرات العسل على نمو البكتيريا والتئام جروح قرحة القدم السكرية".
مشروع تم الاتفاق مبدئياً حوله مع الجامعة الوطنية الماليزية: عنوانه: نظام عالي الكفاءة وواسع النطاق من الجيل الخامس لحصاد فعال للطاقة اللاسلكية.
هذه الجهود أسهمت في تعزيز الوعي البحثي، وبناء قاعدة معرفية بشكل عام رابعاً: التحديات والفرص أمام جامعة حضرموت: التحديات: التمويل والحوكمة. التحول الرقمي في التعليم والبحث العلمي ضعف البنية التحتية للجامعة. الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي. عدم استقرار العملة وارتفاع التكاليف والنفقات.
الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلد.
الفرص: فرص التعاون الإقليمي لبناء منظومة تعليمية تنافسية. وجود مؤسسات دولية داعمة.
وجود قطاعات مجتمعية ( مؤسسات تنموية) داعمة للجامعة. وجود رأسمال وطني يهتم بالتعليم زيادة الطلب على التعليم ( الجامعي والدراسات العليا) وخاصة التخصصات الجديدة. السمعة الاكاديمية الرفيعة للجامعة.
خامساً: الرؤية المستقبلية للجامعة. إن مستقبل جامعة حضرموت يحمل الكثير من الفرص من أهمها: العمل للوصول إلى فئه أفضل مائة جامعة عربية في تصنيف QS خلال العامين القادمين.
تعزيز التحول الرقمي في التعليم والبحث والأعمال الادارية من خلال: إنشاء منصات رقمية بتمويل من مفوضية الإتحاد الأوروبي.
انشاء منظومة رقمية متكاملة للجامعة. تعزيز الشراكات الدولية مع الجامعات الأوروبية ضمن مشاريع التبادل الطلابي والتدريسي.
استكمال تقويم وتطوير البرامج الاكاديمية (الجامعية، الدراسات العليا). السعي للحصول على الاعتماد الأكاديمي في البرامج المختلفة.
رفع الكفاءة المهنية لأعضاء هيئة التدريس ومساعديهم مع التركيز على استراتيجيات التدريس الجامعي الحديث وتقنيات التعليم لضمان جودة المخرجات. تطوير سياسات البحث العلمي لزيادة الإنتاج والتأثير من خلال:
انشاء المراكز البحثية في التخصصات الدقيقة (مركز أبحاث النفط). تطوير وانشاء المختبرات البحثية المركزية المتخصصة. تشجيع النشر الدولي واستحداث جوائز علمية. تنفيذ الأبحاث المشتركة مع الجامعات الشريكة( التي تربطها علاقة شراكة مع جامعة حضرموت). استحداث وتطوير برامج الدراسات العليا. استحداث البرامج الاكاديمية في التخصصات الحديثة والتي تتطلبها سوق العمل، استكمال انشاء معهد اللغات واستحداث برامج جديدة.
الخاتمة:
بالرغم الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن استطاعت جامعة حضرموت أن تواصل دورها الحيوي في خدمة المجتمع وبذلك فهي تعد نموذجًا لاستثمار التعليم العالي في الازدهار والتنمية، وأن الجامعة ماضية—بفضل الله ثم بجهود كوادرها كقاطرة للازدهار والتميّز الدولي وستكون لها مكانة معرفية مرموقة تسهم في بناء مراكز المعرفة.
*رئيس جامعة حضرموت