أكد رئيس الرابطة الإنسانية للحقوق فيصل القيفي أن مدينة مأرب استقبل أكبر موجة نزوح شهدته اليمن منذ أواخر سبتمبر ٢٠١٤ م .
وقال فيصل القيفي في الندوة التي نضمها الائتلاف اليمني للنساء المستقلات والمنظمات الاوروبية المتحالفة لأجل السلام في اليمن في قاعة بيت المنظمات الدولية ، جنيف بعنوان (مأرب- عدوان حوثي مستمر) أن عدد مخيمات النزوح التي تتواجد في مأرب تبلغ (146 ) مخيما تحوي عدد (34000) ألف أسرة، مؤكدا أن هذه المخيمات قد تعرضت إلى عشرات المرات للقصف بصواريخ بالستية وقذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا و نتج عن ذلك مقتل عدد من النازحين معظمهم من الاطفال والنساء .
وأوضح القيفي عن ازدياد اعداد النازحين بسبب التصعيد العسكري الأخير من مليشيا الحوثي على المحافظة، حيث يعد التهجير القسري والنزوح بسبب القصف على المدنيين احد أبرز الانتهاكات التي مارستها مليشيا الحوثي في مارب .
وكشف القيفي عن إحصائية بعدد من التهجيرن قسريا حيث بلغ عددهم لأكثر من 60000الف مدنيا منذ سبتمبر 2021م بسبب هجمات الحوثيين المتكررة والمستمرة على مناطق العبدية والجوبة وحريب والرحبة وصرواح وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وأضاف القيفي ان الهجوم المتواصل للمليشيات الحوثية الارهابية على مأرب، التي تمثل الملاذ الاخير والامن لملايين النازحين يترتب علية مزيد من النازحين، ومضاعفة سوء الحالة الانسانية المتردية للسكان والنازحين على حد سواء حيث خلق موجات جديدة من النزوح مما يصعب على المنظمات الدولية والاغاثية تقديم العون الكافي للمدنيين والنازحين.
تتعرض مخيمات النازحين في المحافظة للقصف المتكرر من قبل المليشيات وهذا يعد من الانتهاكات الجسيمة وفقا للقانون الدولي وقانون حقوق الانسان ويرقى الى جرائم الحرب. ومنذ أواخر سبتمبر 2014م تستقبل محافظة مأرب اكثر من 2 مليون نازح وهو ما يشكل 60 % من اجمالي عدد النازحين في اليمن وما يساوي نسبته 7,5 % من اجمالي عدد السكان في البلاد".
ذكر امثلة عديدة لقصف مخيمات النزوح في مدينة مأرب من قبل مليشيا الحوثي ،وتحدث عن حصار مديرية العبدية في 21 سبتمبر 2021 م حيث تعرضت لهجمات حوثية عنيفة بلغت اكثر من 2500 هجوم بقذائف المدفعية والصواريخ ناشد القيفي المجتمع الدولي ووكالات الامم المتحدة وجميع المنظمات الاغاثية لاتخاذ تدابير عاجلة لتوسيع نطاق استجابتها الانسانية لمواجهة موجات النزوح الجديدة في مأرب .
من جهته تحدثت الإعلامية لدى المعهد الذهبي للاستراتيجية الدولي اديل نارزيان عن الوضع الانساني للنازحين مشيرا إلى تصاعد جرائم وانتهاكات جماعة الحوثي المسلحة في محافظة مأرب التي عمدت مؤخراً إلى التصعيد العسكري واستهداف الأعيان المدنية وتجمعات السكان والاسواق الشعبية والمدارس والحدائق العامة، ومجتمعات النزوح.
وأكدت اديل نارزيان أن قصف مليشيات الحوثي على محافظة مأرب أدى إلى موجات نزوح أكثر من مرة، حيث تواجه العائلات خطر الاستهداف المتكرر بسبب قصف الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية.
وأضافت اديل نارزيان أن مطلع العام الجاري تم اغلاق (6) مخيمـات مـن أصـل (143) مخيمـاً نظرا لاسـتهدافها مـن قبـل جماعة الحوثي المسلحة بسلسـلة هجمـات صاروخيـة ومدفعيـة، مما اضطر أهالي المخيمات للنزوح مجدداً إلــى مناطــق بعيدة عن الاشتباكات.
وشددت اديل نارزيان على ضرورة حماية مخيمات النازحين من الهجمات المتكررة ووقف الجرائم المتواصلة بحق النازحين لمليشيات الحوثي من قبل المجتمع الدولي.
إلى ذلك قال رئيس البيت الاوربي اليمني لحقوق الانسان منصور الشدادي أن الهجوم الأخير التي شنته مليشيات الحوثي على محافظة مأرب كلف ضريبة بشرية كبيرة جداً وخصوصاً بين المدنيين الذين يتعرضون وبشكل مستمر للضربات العشوائية والمتعمدة بغية تحقيق نصر عسكري.
وكشف الشدادي عن توثيق الهجمات الصاروخية التي بلغت (376 ) استهداف لميليشيا الحوثي للأحياء السكنية حيث تنوعت ما بين الصواريخ البالستية وصواريخ الكاتيوشا والالاف القذائف المدفعية والدبابات.
وتابع الشدادي تشير الاحصائيات الى مقتل وإصابة عدد (2357) شخصا بينهم (409) طفلا و(172) امرأة اثر الاستهداف المتعمد للأحياء المكتظة بالسكان ومخيمات النازحين بالقصف الصاروخي والمدفعي وهجمات الطائرات المسيرة المتفجرة بدون طيار .
وأكد الشدادي مقتل واصابة 703 نتيجة زراعة الالغام وانفجار الذخائر والعبوات المتفجرة في هذه المحافظة .
ودعا الشدادي إلى حماية المدنيين في محافظة مأرب وغيرها من المدن اليمنية والمملكة العربية السعودية والامارات، وممارسة الضغط على ميليشيات الحوثي للالتزام بتجنيب المدنيين المواجهات العسكرية وتوقيف استهداف الأعيان المدنية بالصواريخ والمسيرات العشوائية.
كما دعا إلى ضرورة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية تماشيا مع قرار مجلس الامن الدولي رقم 2624 لعام 2022 م تحت البند السابع ككيان على قائمة العقوبات وحظر السلاح ومطالبته للحوثي بوقف الاعمال العدائية.
بدوره عبر الناشط الحقوقي باسم العبسي عن اسفه للدور السلبي والغائب للمنظمات الإنسانية والحقوقية في مأرب عن تلك الجرائم التي ترتكبها آله الموت الحوثية.
وأكد العبسي عن تعدد ولاءات المنظمات الدولية وانقسامها فيما يتعلق بمعاناة الناس في اليمن خاصة المنظمات التي تعمل في مناطق سيطرة الحوثي لانها تعمل تحت شروطهم بسبب الإجراءات التي تفرضها الجماعة .
وتابع العبسي قوله "اغلب التقارير الدورية حول الوضع الإنساني في اليمن والصادرة من بعض منظمات والتي يقال انها إنسانية لم تتطرق لجرائم الإبادة التي ارتكبتها وترتكبها مليشيات الحوثي بحكم ان عمل المنظمات او تواجدهم لا يتعدى حدود العاصمة صنعاء "
وطالب العبسي الأمم المتحدة ومجلس حقوق الأنسان والمنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان باليمن بالقيام بواجبهم القانوني والأخلاقي؛ بإدانة هذه الجرائم وتسمية القاتل الحقيقي بدون تلميحات والضغط على مليشيا الحوثي في وقف عمليات الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها.
كما دعا المنظمات الحقوقية بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي تخصص لمناقشة الوضع الكارثي لليمنيين واتخاذ قرارات دولية تلزم المليشيا الحوثية بوقف عمليات الإبادة والإعدامات الجماعية، وتوفير الرعاية الصحية للجرحى، ووقف عملية الاختطافات، والاخفاء القسري، ونهب وإحراق ممتلكات المواطنين.
شدد العبسي على ضرورة قيام المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بواجبه القانوني والأخلاقي في ادانة هذه الجرائم ومغادرة مربع سياسة الترضية وغض الطرف تجاه انتهاكات مليشيا الحوثي.
وطالب العبسي من المنظمات الدولية العاملة في المجال الصحي ومنها الصليب الأحمر الدولي بالقيام بواجبهم من خلال علاج الجرحى وتوفير الحماية الخاصة لهم بما يضمن عدم اختطاف مليشيا الحوثي لهم من المستشفيات والمستوصفات التي يتلقون العلاج فيها ،ونقل الحالات التي تحتاج إلى علاج في الخارج.
كما طالب وزارة حقوق الإنسان اليمنية القيام بواجبها الدستوري من خلال تبني حملة حقوقية دولية تفضي إلى إدانة دولية لمليشيا الحوثي، ووقف جرائم حرب الإبادة الجماعية في حق أبناء اليمن، وتصنيفها ضمن الجماعات الإرهابي".