عقد البرلمان الاوروبي في مقره ببروكسل مؤتمرا لمناقشة انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن .
وفي المؤتمر الذي دعا له مجموعة حزب الشعب الأوروبي، كتلة يمين الوسطEPP -الكتلة الاقوى بالبرلمان الأوروبي- وحضره فولفيو ماتشللو، عضو البرلمان الاوروبي ، والبرلمانيه إيزابيلا توفاجليري عضو في لجنة حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، والبرلمانية وجيانا جانسيا المؤيدة لدعوة حركة العدالة في إيران لإنهاء إفلات قادة النظام الإيراني من العقاب، والأعضاء في البرلمان الاروبي ولويزا ريجيمنتي عضو لجنة الصحة والبيئةوسلامة الغذاء،واندريا كاروبو ، وآنا سينزيا بونفريسكو، وجوزيبي فيراندينو ،ولوسيا فولو، واسابيلا ادينولفي، واستضاف البرلمان الأوربي الدكتورة وسام باسندوة، رئيس الائتلاف اليمني للنساء المستقلات التي قدمت شهادة عن اوضاع حقوق الانسان باليمن، والدكتورة منال المسلمي مستشار البرلمان الاوروبي لشؤون الشرق الاوسط.
وعبر المشاركون في المؤتمر عن أسفهم للانتهاكات التي ترتكبها مليشيات الحوثي في حق المرأة في اليمن بشكل خاص , واليمنيين بشكل عام .
وطالب المشاركون في المؤتمر بضرورة إدراج مليشيات الحوثي في قوائم الإرهاب العالمي كجزء من العقاب على الجرائم التي ترتكبها في اليمن.
بدورها أكدت الدكتورة منال المسلمي مستشار البرلمان الاوروبي لشؤون الشرق الاوسط، التي أفتتحت المؤتمر وأدارت الجلسة أن النساء في اليمن أكثر الفئات تضررًا وضعفًا في مناطق النزاع وأن هناك حاجة لحماية هؤلاء النساء من الاغتصاب والاختطاف والإكراه كما هو الحال بالزواج والفقر.
من جهتها أعربت البرلمانيه لويزا فوج في المؤتمر عن قلقها تجاه العنف الجسدي والنفسي الذي تتعرض له المرأة في اليمن مشددة على ضرورة العمل على الدعم النفسي للمرأة اليمنية ومساعدة ضحايا جرائم وعنف الحوثيين لتجاوز الفظائع التي شهدوها.
إلى ذلك تحدث البرلماني رتشيرد زارنيكي عن الجرائم التي ارتكبها الحوثيون باستهداف المدنيين في هجمات إرهابية خاصة في مأرب ومستشفى الثورة ، مؤكدا أن مليشيا الحوثي ارتكبت جرائم بحق اللاجئين الأفرقة عندما احرقتهم في السجن بصنعاء العام الماضي.
وفي المؤتمر دعت البرلمانيه ايزابيلا أدينولفي إلى دعم النساء بشكل رئيسي خاصة المعلمات والمفكرات، والصحفيات، اللواتي يعملن بجد لرفع مستوى الوعي حول الأزمة الإنسانية في اليمن.
وأكدت ايزابيلا أدينولفي ان الوضع حرج فيما يتعلق بالنساء والفتيات مشيرة إلى أنه منذ بداية الصراع قبل سبع سنوات، بذل الاتحاد الأوروبي جهودًا دبلوماسية وقدم دعمًا ماليًا لليمن من خلال المساعدات الإنسانية والتنمية. ولسوء الحظ ، أظهرت الهجمات الأخيرة للحوثيين كيف الوضع صعب .
ضيف المؤتمر الدكتورة وسام باسندوة رئيس الائتلاف اليمني للنساء المستقلات بدورها رحبت بـ "قرار الاتحاد الأوروبي رقم 420/2022 ، الذي ضم جماعة الحوثي ضمن المجموعات الخاضعة للعقوبات لتهديد الأمن والسلام والاستقرار في اليمن" .
وكشفت الدكتورة وسام باسندوه في شهادتها عن أوضاع حقوق الانسان في اليمن حيث تطرقت إلى الجرائم التي ارتكبها الحوثيون بحق النساء, والأطفال مثل العنف الجسدي والجنسي وتجنيد الأطفال واستخدام العنف ضد الأقليات.
وقالت باسندوه أن المرأة في مناطق سيطرة ميليشا الحوثي تواجه شتى أنواع الانتهاكات بما فيها مصادرة حقوقها في التعبير عن الرأي، حيث زج الحوثيون بالمئات من النساء في سجونهم الخاصة ومارسوا في حقهن مختلف أنواع التعذيب والانتهاكات.
واعتبرت باسندوه في شهادتها للمؤتمر ما يتعرض له الأطفال في اليمن جراء الانتهاكات التي تمارسها مليشيات الحوثي مآساة إنسانية بكل المقاييس مشيرة إلى أن مليشيات الحوثي استخدمت عشرات الآلاف من الأطفال الذين تصل أعمارهم دون الثامنة عشرة في الجبهات منذ انقلابهم على السلطة في 2014 كما استخدمت الأطفال كدروع بشرية في النقاط العسكرية وكمخبرين، فضلاً عن قصفها العشوائي لعدد من المناطق الآهلة بالسكان والتي راح ضحيتها الآلاف من الأطفال فيما حرم الكثير من الاطفال من التعليم.
وتطرقت الدكتورة وسام إلى معاناة الأقليات في اليمن مثل الطائفة اليهودية والطائفة البهائية وما يتعرضوا له من انتهاكات بدأ من السجن واحكام الاعدام إلى التهجير ونهب الممتلكات .
واستعرضت البرلمانية أليساندرا إيلوتيكيني رئيس مجموعة مشروع المرأه 2021م في برلمان الاتحاد الأوروبى، الانتهاكات التي تتعرض لها النساء في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون مثل جرائم الشرف، والعنف الأسري، مشددة على ضرورة العمل عن كثب مع الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لتمكين المرأة وضمان حمايتها وكذلك دعم كفاحها من أجل حقوقها.
وقالت البرلمانية لوسيا فولو "اليمن لا تزال واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم ولا يزال الصراع في جميع أنحاء اليمن مستمرا الامر الذي يعرض المدنيين للخطر جراء موجات النزوح وانهيار البنية التحتية مثل المستشفيات والمدارس ".
كما أكدت سيمونا روسو منسقة منظمة مكافحة الإفلات من العقاب على أن الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأسوأ في العالم داعيتا إلى عدم نسيان اليمن.
وكشف البرلماني جوزيبي فيراندينو عضو أنه كان يعمل منذ سنوات على رفع الوعي حول الأزمة الإنسانية في اليمن، وخاصة مؤخرًا في الجلسة العامة من خلال السؤال البرلماني بشأن قضية الأقليات والعنف ضد المرأة في اليمن من قبل مليشيات الحوثي.
وأضاف جوزيبي أنه تواصل مع زملائه في البرلمان الأوروبي الذي بدورهم وجهوا رسالة إلى جوزيف بوريل الممثل السامى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبى لتسليط الضوء على الحاجة إلى تصنيف الحوثيين كمجموعة إرهابية من خلال إظهار الاضطهاد الذي تعرض له المدنيون.
إلى ذلك اكدت البرلمانية آنا سينزيا بونفريسكو على ضرورة تشجيع النساء في بناة السلام ومساعدتهن على إقامة حوار بين مختلف الأطراف في اليمن مشددة على ضرورة أن تكون المرأة في اليمن عضوا فاعلا في مفاوضات السلام.
وفي ختام المؤتمر دعت الدكتورة منال المسلمي الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة العمل عن كثب مع منظمات المجتمع المدني في اليمن وتمكين القيادات النسائية بصفته فاعلاً في مجال السلام.