انطلقت المشاورات اليمنية اليمنية في العاصمة السعودية برعاية مجلس التعاون الخليجي الذي وجه دعوة لجميع الأطراف اليمنية إلى مباحثات لإيجاد خارطة طريق للانتقال من الحرب والدمار إلى السلام والتنمية والبناء.
وقسمت المشاورات إلى ستة محاور هي السياسي والأمني، وتعزيز مؤسسات الدولة والإصلاح الإداري، والحوكمة ومكافحة الفساد والمحور الإنساني والاغاثي، والاستقرار والتعافي الاقتصادي، والتعافي الاجتماعي والمحور الاعلامي.
وفي جلسة النقاش التي خصصت للمحور الإنساني والاغاثي تطرق المتحاورون إلى الصعوبات التي تواجهه توصيل المساعدات إلى المستحقين، وكذلك التحديات والإشكالات التي تفرضها مليشيات الحوثي على المنظمات الاغاثية , بالإضافة إلى مناقشة الوضع الإنساني للمواطنين خاصة مع قدوم شهر رمضان الكريم والذي يأتي في ظل الوضع الإنساني والمعيشي الصعب.
وشدد المشاركون في جلسة المشاورات على أهمية تشخيص الحالة الإنسانية لضمان الاتفاق حول الاطار للتنظيمي للمشاورات باللجنة الإنسانية والاغاثية، لافتين إلى وضع النساء في اليمن وخاصة وضع المختطفات في سجون مليشيات الحوثي والذي وصفوه بالمأساوي بالإضافة إلى الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون من خطف وتعذيب واحكام بالاعدام.
وفي الجلسة الي ترأسها عبدالله منيخر مدير دائرة حقوق الانسان في مجلس التعاون ناقش المشاركون موضوع الخطط السريعة والمشاريع المستدامة والصعوبات التي تواجه منظمات المجتمع الدولي فيما يتعلق بالاعمال الاغاثية و صعوبة وصول المساعدات الانسانية الى مستحقيها في مناطق سيطرة ميليشا الحوثي الإجرامية.
وأكد المشاركون أن مليشيات الحوثي تفرض نسب تتراوح من ٣٠% الى ٥٠% من المساعدات الانسانية حيث تذهب كمجهود حربي لدعم عملياتها العدائية أو إلى اسر الموالين لهم، مشيرين الى أن المنظمات الدولية تضع ارقاما خيالية لتنفيذ مشاريع بسيطة وان المشاريع الخاصة بالمنظمات الدولية لا تتطابق مع احتياجات الناس على ارض الواقع كمان ان المنظمات الدولية تضع شروطا شبه تعجيزية على المنظمات المحلية.
وحول التحديات التي تواجه فريق العمل الاغاثي والإنساني قال المشاركون إن الحوثيين ابتكروا جهازا يسمى بنمشة وهو جهاز مرتبط بالمخابرات الحوثية والذي يقوم بمنح التصاريح للمنظمات الدولية العاملة في اليمن.
وطالب المتحاورون على ضرورة التدخل السريع والعاجل لانقاذ حياة الناس في القطاع الصحي المتدهور في اليمن.
وأكدوا على أن المنظمات الدولية في اليمن مخترقة من قبل ميليشا الحوثي من خلال مقراتها في صنعاء والعاملين فيها بينما تلك المنظمات ترفض نقل مقراتها الى المدن المحررة.
وأوضح المشاركون أن اليمنيين يتطلعون لهذه المشاورات للخروج برؤية تضع حلا للمعاناة الإنسانية في اليمن خاصة مع قدوم شهر رمضان المبارك والذي تتضاعف فيه المعاناة الإنسانية، مبدين روح التعاون والحرص على الوصول الى نتائج تساعد في تحقيق تطلعات اليمنيين.
واتسمت المشاورات بالتقارب في وجهات النظر رغم تباين الطرح والانتماءات للمشاركين في ظل حضور ملموس من المجتمع المدني الذي ساهم في ضبط التوصيف بحكم خبرته في هذا المجال.
واستعرض المشاركون المشاريع التي يقوم بها مركز الملك سلمان للاعمال الانسانية وبرنامج اعادة بناء وإعمار اليمن، مشيدين بما حققته من مشاريع اغاثية وتنموية ساعدت الكثير من اليمنيين في الحصول على معونات مستدامة وانجاز مشاريع تنموية وتعليمية وصحية ساهمت في تخفيف اعباء الحرب خلال السبع السنوات الماضية.