بدأت الجلسة بكلمات من الميسرين من الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ، كانت ساخنة في البداية ، وتركز حول عودة الرئيس والحكومة الى الداخل، وكانت تلميحات من البعض بان الانتقالي هو من يمنع الحكومة.غضب الانتقاليون بعد النفي المتكرر من قبل د الخبجي في الجلستين السابقتين. والواقع ان الأنتقالي لم يكن هو من يرغب في منع الرئيس والحكومة من العودة.قادة الإنتقالي هم انفسهم أيضا تعرضوا للمنع من العودة في فترة ما بعد مؤتمر الرياض. في هذا اللقاء التشاوري يجب ان تسمى الأشياء بمسمياتها، وهنا لابد من الإشارة الى ان بعض قيادات رئيسية في الاصلاح تكلموا عن العلاقة بين الشرعية والتحالف الغربي بقيادة المملكة العربية السعودية . والواقع ان المطالبة بتصحيح هذه العلاقة ووضعها على المسار الصحيح هو مطلب معظم اللجنة السياسية. مع ذلك فان هذا الملف الشائك لم يدخل أحد في منحنياته وتعرجاته، وأكتفي المتحدثون بالاشارة اليه كعنوان، تفاصيله تحتاج الى مزيد من الشجاعة وفي حضرة المعنيون ليكون الكلام منتج وذا فاعلية . لذلك سيبقى هذا اللقاء التشاوري دون التطلعات والآمال العريضة التي أنعقدت عليه.اذ ان جذر ازمة الشرعية والإنهيار الإجتماعي في مناطق الشرعية وضعف الأداء الحكومي وضعف المواجهة العسكرية إنما جدرها الحقيقي هو هذه العلاقة المتوترة والمعقدة بين الشرعية والتحالف العربي . الموضوع الآخر والعنوان العريض الثاني كانإعادة بناء مؤسسات الدولة. الواقع ان عملية البناء المؤسسي لا تختصر في نسق واحد من أنساق السلطة، أنما أخذها عملية موحدة ومتحانسة. جاء البعض متحمس ولديه أخبار وتسريبات ان وظيفة هذا اللقاء التشاوري هو عزل الرئيس والمجيء برئيس يلبي المطالب النخبوية لكل فريق . ليس من أهداف هذا المؤتمر أن يغير فلان ويعين زعطان.. هذه الصورة المغلوطة باتت هنا لدى المتشاورين ، وقد حشد كل فريق من فرقاء الحرب او الميدان كما يسمون أنفسهم ليكون هو الرابح الأول من هذا اللقاء التشاوري. الميسرون من طرف الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أوضحوا في جلسة اليوم. ان هذا اللقاء ليس من واجباته ان يحل محل الدستور أو القوانين النافذة .التغيرات في نسق السلطة مسألة يحكمها الدستور وليس أي منتدى. هذا اللقاء هو منتدى تشاوري ، بمعنى جمع الاراء والخروج منها بخلاصة . حيث تتفق معظم الآراء يمكن ان تحسب مخرج من مخرجات اللقاء التشاوري هذا. رافق اللقاء التشاوري هذا كم هائل من التسريبات والتلفيقات التي تجاوزت بعضها منطق الأشياء. وكلها أو معظمها من طرف الذباب الالكتروني لهذا الفريق أو ذاك. أما لتشويه خصومه أو التمهيد لنفسه لانه بات في مكان لا تدخله الشبهة. اللقاء مع مجلس الوزراء. بأختصار كان رئيس الوزراء ووزراءه في حالة من البؤس ، ليس لديهم أوراق مكتوبة ولا أرقام ولا شيء يمكن ان يقدموه الى أعضاء لجنة المحور السياسي . تحدث رئيس الوزراء وليس في كلامه ما يمكن ان يفتح كوة صغيرة للتفاؤل ،، لم يقل شيئا ذا قيمة. أما وزير الصناعة فقد أوضح ان المخزون من القمح يكفي لثلاثة أشهر فقط. وان التجار حولوا العقود الى دول أخرى، بعد ان كانت كل العقود السابقة من روسيا اوكرانيا. هل يمكن ان تستنجوا شيئا مما أكتبه،، حصيلة الأيام الماضية لاتؤثر على اننا بصدد اجتراح حل آمن ومستقر وعادل للمشكلات الناتجة عن الحرب والفساد. صوما مقبولا
* وزير الثقافة الأسبق