الحكومة تكشف عن 3 مسارات لمنع الإنهيار الاقتصادي والدخول في مجاعة

 

كشف رئيس حكومة الكفاءات السياسية، الدكتور معين عبد الملك، عن ثلاثة مستويات، تحول دون إنهيار الوضع الاقتصادي وحدوث مجاعة في اليمن.

 

وقال رئيس الوزراء، أثناء جلسات نقاشات عقدتها حكومة الكفاءات السياسية، أمس الثلاثاء مع المشاركين في المشاورات اليمنية - اليمنية: "هناك ثلاثة مستويات للدعم الاقتصادي، التي تحول دون انهيار المؤسسات الاقتصادية والخدمات والدخول في مجاعة، وهي دعم مجال استقرار العملة، ومجال الأمن الغذائي، وتقديم الدولة للخدمات الأساسية، مياه وكهرباء وصحة وتعليم ورواتب".

 

وأكد الدكتور معين عبدالملك ان الهدف الاستراتيجي، إعادة رسم مسارات الاقتصاد اليمني، وان يكون جزءا وشريكا للاقتصاد في دول الخليج، وهذا يتطلب تغييرات واصلاحات واسعة في بناء الاقتصاد والمؤسسات الوطنية.. 

 

ولفت إلى أنه "مع عصر العولمة كثير من الدول اعادت رسم اقتصاداتها بصورة تكاملية، ونحن نرى ان اقتصاد اليمن ينبغي ان يكون تكاملي مع دول الخليج، وهذه المحاور وان كان بعضها يحتاج بعض الوقت يجب ان يبدأ منذ الآن".

 

وتحدث رئيس الوزراء عن الدور الحكومي في المجال الاجتماعي والاغاثي والتنسيق القائم مع الدول والمنظمات المانحة، والخطط والاستراتيجيات القائمة وما يمكن ان يخرج به المشاركون في هذه المشاورات من رؤى تساعد الحكومة في هذا الجانب.. مشيرا الى ان وظيفة الإغاثة ليست تقديم الغذاء واستمرارية الاحتياج الدائم، وانما بناء فرص لاستعادة الناس لكرامتهم وبناء فرص الدخل، وهو ما يتم التركيز عليه في البحث مع المجتمع الدولي.

 

واستعرض الدكتور عبدالملك، وأعضاء حكومة الكفاءات السياسية، مع المشاركين في المشاورات اليمنية - اليمنية المنعقدة في الرياض تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عدد من القضايا والمواضيع المتصلة بالمحاور الاقتصادية والاجتماعية والاغاثية.

 

وتناولت جلسات النقاشات، التحديات والاشكالات الاقتصادية القائمة ونقاشات المشاركين ورؤاهم ومقترحاتهم التي يمكن الخروج بها لإسناد جهود الحكومة في تنفيذ التدابير اللازمة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والامن الغذائي، وتعزيز مبادئ الحوكمة والشفافية ومسار الإصلاحات.

 

كما جرى مناقشة التداعيات الاجتماعية الناجمة عن الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي، وجوانب الحماية الممكن تقديمها من الحكومة للفئات الأشد ضعفا خاصة الأطفال والنساء، إضافة الى توزيع الإغاثة والمساعدات الإنسانية وضمان وصولها الى المستفيدين والدور الرقابي للحكومة.

 

وجدد رئيس الوزراء في مستهل اللقاء تقديم الشكر والتقدير لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على احتضان هذه المشاورات اليمنية- اليمنية، وما تعول عليه الحكومة من المشاركين في الخروج برؤى واستراتيجيات تساعدها على تحقيق الاستقرار الاقتصادي ومعالجة الآثار المترتبة على الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي منذ انقلابها على السلطة الشرعية أواخر العام 2014م.. مشيرا الى التنسيق القائم مع دول مجلس التعاون الخليجي والاشقاء والأصدقاء من الدول والمنظمات المانحة لتقديم دعم اقتصادي طارئ للحكومة لمساعدتها على الإيفاء بالالتزامات القائمة وتجاوز التحديات التي تنعكس بشكل مباشر على حياة ومعيشة المواطنين.

 

وتطرق الدكتور معين عبدالملك الى التحديات القائمة في الجانب الاقتصادي وما تقوم به الحكومة لمواجهتها في ظل غياب الدعم، مقابل تعاظم الالتزامات والتوقعات والاحتياجات.. 

 

وقال ان " الإصلاحات التي قامت بها الحكومة كانت محورية وتركزت على مسألة رفع الإيرادات وتقليص الانفاق وبناء المؤسسات ومكافحة الفساد، حيث اثمرت في رفع الإيرادات الضريبية والجمركية بواقع ٤٧٪ في عام ٢٠٢١ مقارنة بالعام ٢٠٢٠، وقلصت الانفاق بواقع ٣٢٪، وخفضت عجز الموازنة من ٥٤٪ في ٢٠٢٠ الى ٣١٪ في ٢٠٢١".

 

وأشار الى القرارات التي اتخذتها الحكومة مؤخرا لتخفيض فاتورة الاستيراد وضبط سوق المشتقات النفطية، وإحالة مجموعة من قضايا الأموال العامة الى النائب العام.. مؤكدا ان هذه الإصلاحات ساهمت بكبح مسار الانهيار الاقتصادي الذي كاد ان يعصف بالوضع السياسي والعسكري والإنساني.

 

وشدد رئيس الوزراء على ان الأهم هو ان تكون الحكومة قادرة على التخفيف عن معاناة المواطنين وتحسين معيشتهم، فارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية مقابل تراجع قيمة سعر العملة سحق القدرة الشرائية للمواطنين، ومما يفاقم من الازمة هو تدني مستوى الدعم الإنساني لليمن.. مشيرا الى ان الأوضاع لازالت خطيرة خاصة مع المستجدات العالمية الراهنة والمسؤولية الملقاه على عاتق الجميع في هذه الظروف الاستثنائية، والدور المعول على الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي لتقديم دعم اقتصادي عاجل للحكومة.

 

وقدم عدد من الوزراء المختصين، في جلسات النقاشات، إيضاحات للاستفسارات والتساؤلات التي قدمها المشاركون في المشاورات بالمحاور الاقتصادية والاجتماعية والاغاثية.