مصري يرد مليوني دولار ومشغولات ذهبية لسعودي بعد فقدها في الغردقة

فجأة وجد أيمن عبد الحكم، موظف مدني مؤقت في مرور محافظة البحر الأحمر، نفسه بين مطرقة الاحتياجات المادية من ناحية، وسندان «الأمانة والأصول» من ناحية أخرى... لعدة دقائق عاش صراعاً نفسياً رهيباً بين وساوس شيطانية تقول: فلتظفر بالكنز ولتعش ملك زمانك، وبين ضميره الذي لا يأبى جنيها واحدا من طريق «حرام»، فما بالك بمليوني دولار ومشغولات ذهبية تقدر بـ350 ألف ريال سعودي!

 

عاش أيمن أصعب اختبار في حياته حين عثر في إحدى نقاط التفتيش، وتحديداً في كافتيريا تابعة لكمين أمني بمدينة الغردقة السياحية (جنوب شرقي القاهرة) على حقيبة من الواضح أن صاحبها نسيها. بحسب أيمن، وعلى الفور، فتح الحقيبة ليجد كنزاً من الدولارات والذهب، قبل أن يحسم أمره ويقوم بإبلاغ رؤسائه على الفور في نقطة تفتيش رأس غارب على بعد مائة كيلومتر.

 

ويؤكد عبد الحكم أن ظروفه صعبة ولا يمتلك سوى «المبادئ»، لكن توجب عليه اتخاذ الخيار الصحيح ورد الأمانة لأصحابها الذين اتضح أنهم زوج سعودي بصحبة زوجته ومعهما مصري ثالث، مشيراً في تصريح إلى «الشرق الأوسط» أنه «مر بامتحان شديد الصعوبة ويحمد الله الذي ألهمه الصواب».

 

ويلفت إلى أن زوجته تتلقى علاجا على نفقة الدولة، كما أنه يسكن في شقة بالإيجار ويعول طفلين، ويسدد قسطا شهريا لأحد البنوك نظير قرض كبير اضطر إليه، موضحا أن جميع أصدقائه ومعارفه فخورون بما فعل».

 

لا يدعي أيمن البطولة أو يزعم أن لحظة واحدة من التردد لم تراوده، فهو يعترف بأن وسوسة الشيطان كادت لوهلة أن تهزمه، غير أنه رأى برهان ربه، على حد تعبيره، ويكفيه نظرة الشكر والامتنان في عيون صاحب الحقيبة الذي تسلم أمانته وفق محضر رسمي.

 

ورغم ظروفه المعيشية «المتردية»، يوضح أيمن أنه لم يطلب مكافأة مادية نظير أمانته، كما أن صاحب الحقيبة لم يبادر بمنحه مكافأة، لكنه سيظل على المبدأ، مشيرا إلى أن «هذه ليست المرة الأولى التي يعثر فيها على مفقودات أو متعلقات وإن كانت المرة الأضخم بالطبع، حيث لم تتجاوز المرات السابقة أجهزة هواتف محمولة أو بضعة آلاف من العملات الأجنبية.

 

وحول التكريمات التي تلقاها بسبب «أمانته»، قال إنه تلقى شهادة تقدير من مدير الأمن ثم التقاه محافظ البحر الأحمر اللواء عمر حنفي، حيث وجه إليه الشكر والتقط معه بعض الصور التذكارية، معربا عن امتنانه لروح الأبوة التي أظهرها المحافظ في هذا اللقاء وحالة الدفء والود التي أظهرها معه بعيدا عن الطابع الرسمي أو البروتوكول.

وحول فكرة «العرف» الذي يقضي بحصول من يعثر على متعلقات على نسبة 10 في المائة من قيمة ما وجده على سبيل الشكر والتقدير لأمانته، أوضح أن ذلك لم يحدث فضلا عن أنه لم يتقدم بمثل هذا الطلب.

وأعرب عن أمله في تعيينه بشكل أساسي، وأن ينتهي وضعه كموظف مدني مؤقت، فضلا عن الشفاء العاجل لزوجته التي أجرت عملية جراحية مؤخرا.

الأكثر زيارة