لوس أنجلس- يتشرف فيلم “الخارقون” بانتمائه إلى قائمة أعمال شركة رسوم متحركة متميزة مثل بيكسار، وسيظل الجمهور يتذكر اسم هذا العمل بوصفه عملا يرجع إلى الحقبة الذهبية لأستوديوهات تلك الشركة التي أسسها عبقري شركة أبل الراحل ستيف جوبز، ويقدم صناع العمل الجزء الثاني منه بعد 14 عاما من تقديم الجزء الأول ولكن هذه المرة، بالإضافة إلى لمسة بيكسار السحرية، سيحمل العمل توقيع ديزني.
ويضم الفيلم الذي يعرض في النصف الثاني من الشهر الجاري فريق عمل استثنائيا لتجسيد الأداء الصوتي للشخصيات، ويبرز من بينهم كريج ت. نلسون (بوب بار مستر انكرديبل أو صبحي شبار في النسخة المدبلجة بالعربية)، وهولي هنتر (مطاطية)، وسارة فويل، الذين يكررون أداء نفس الشخصيات، جنبا إلى جنب مع بوب أودنكيرك، وصوفيا بوش وإيزابيلا روسيليني، وآخرين سيجسدون شخصيات جديدة.
تبدأ أحداث الجزء الثاني من “الخارقون” من حيث انتهى الجزء الأول بتقديم شخصية الشرير المخبول “ذي اندرمايندر” أو “الحفار” لمجتمع الشر والجريمة، ويجسد الأداء الصوتي له جون راتسنبرغر، وله خبرة كبيرة في عالم الرسوم المتحركة حيث ظهر أيضا في فيلم “قصة لعبة” في دور “مهم” عام 1995.
من أجل الحصول على حياة طبيعية تعاني عائلة “بار” الكثير من الصعوبات، لأن السيدة “انكرديبل” أو “مطاطية” ما زالت تكافح الجريمة، بينما يبقى الأب “صبحي شبار” في المنزل لرعاية الأطفال، فيكتشف المزيد من قدراتهم الخارقة التي يتمتعون بها.
عهدت الشركة بالفيلم لواحد من عباقرة بيكسار وأكثرهم موهبة، براد بيرد، الذي كتب السيناريو وأخرج النسخة الأصلية من العمل، والذي يحمل توقيعه واحدا من الأفلام التي تمثل علامة فارقة في تاريخ الشركة وهو “الفأر الطباخ”
أو “روتاتوي”، الحائز على الأوسكار والمصنف ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المتحركة خلال المئة عام الأخيرة وفقا لاستطلاع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي).
يعترف بيرد بأن فكرة إنجاز جزء ثان من سلسلة “الخارقون” ظلت تداعب مخيلته منذ أن انتهى من “الفأر الطباخ”، إلا أن الفكرة ما كان لها أن ترى النور قبل الآن بالرغم من مرور أكثر من 14 عاما على تقديم الجزء الأول، وبالرغم من ذلك لم يطرح المخرج قفزة في الزمن تطرأ على حياة الأشخاص بعد مضي كل تلك الفترة، بل يسعى إلى استكمال القصة بناء على التفاصيل التي تم سردها في السابق، ملتزما بالحكاية الأصلية التزاما مخلصا.
وبهذه الطريقة ضمن بيرد أنه لن يكون عليه إدخال الكثير من التعديلات على الشخصيات، أو ابتكار قدرات خارقة إضافية، وبخصوص الشخصيات الأساسية يبقى الأطفال صغارا، ولم يصلوا إلى سن المراهقة بعد، وهذا يضفي المزيد من العبث والشقاوة المحببة، وخاصة مع أصغر أطفال عائلة صبحي شبار، الذي تصبح قدراته الخارقة محط أنظار الجميع.
لكن يبقى التحدي أمام بيرد كامنا في أنه سيقدم فيلما للرسوم المتحركة عن أبطال خارقين، في ذروة موسم هذه النوعية من الأفلام التي تجتاح هوليوود، بسبب نشاط شركة مارفيل المحموم للسيطرة على الأسواق، جنبا إلى جنب مع شركة دي.سي.كوميكس.
ومع ذلك يؤكد بيرد في مقابلة “بالنسبة لي، لم يكن عالم الأبطال الخارقين يستهويني على الإطلاق، بل ديناميكية العلاقات الأسرية، وكيف تتداخل أمور الأبطال الخارقين مع ذلك”.
كما يوضح أنه تعمد ألا يجعل الزمن يمر على الشخصيات بين الجزء الأول والثاني، وفضل تقديم الحبكة على هذا النحو، معتبرا أن الميزة تكمن في استعادة الشخصيات الأصلية وأن يضفي عليها فروقا بسيطة مستعينا بالتكنولوجيا فائقة التطور المتوفرة حاليا، وهو ما لم يكن متوافرا لديه حين قدم الجزء الأول قبل أكثر من عقد من الزمان.
ولكن قبل التكنولوجيا وتأثيراتها هناك دائما الشخصيات، حيث يعتبر بيرد أنها يجب أن تصاغ بشكل جيد لكي يمكن تقديمها من خلال سلسلة في عدة أجزاء.
ويؤكد بيرد قائلا “هناك توجه نحو تضخيم تأثير الأعمال التي تقدم في سلاسل من عدة أجزاء على حساب الشخصيات، ليصبح العمل مجرد استعراض قوة، إلا أن الشخصيات هي العنصر الأكثر أهمية وبناء شخصيات مؤثرة ممتدة هو أهم شيء في أي سلسلة”.
جدير بالذكر أن السلاسل مكنت بيكسار من البقاء على قيد الحياة في سوق الإنتاج، بالرغم من أن هذا عرّضها للكثير من الانتقادات لأنها على مدار فترة طويلة لم تقدم سوى القليل من الأعمال الجديدة وحرصت على تقديم أكثر من جزء لنفس العمل، بدءا من قصتَيْ لعبة وشريك، حيث قدمت من كل عمل ثلاثة أجزاء، إلا أن بيكسار نجحت في تفنيد هذه الانتقادات من خلال الأعمال فائقة التميز مثل “كوكو” و”قلبا وقالبا”، التي حصدت جوائز عالمية مثل الأوسكار. ومع ذلك لا يمكن اعتبار عمل يحمل توقيع بيرد ولمسة بيكسار السحرية مجرد تكرار بل هو مرادف للجودة والتميز.