أعلنت أوكرانيا اليوم الجمعة أن قواتها دخلت مدينة خيرسون (جنوب) بعد أشهر من سقوطها بيد القوات الروسية، في وحين أكدت موسكو أنها سحبت عشرات الآلاف من جنودها من المدينة، قال الكرملين إنه على الرغم من الانسحاب تظل المقاطعة بأكملها "جزءا من روسيا".
وقالت إدارة المخابرات العامة الأوكرانية -في بيان- إن خيرسون عادت إلى سيطرة أوكرانيا، وأضافت أن وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية وكتائب الاستطلاع دخلت المدينة، ودعت الروس الذين بقوا في المدينة إلى الاستسلام.
من جهتها، رحّبت الخارجية الأوكرانية بإعلان الانسحاب الروسي من خيرسون ووصفته بأنه "نصر مهم".
وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر "أوكرانيا تسطر نصرا مهما آخر في الوقت الحالي وتثبت أن مهما تقول روسيا أو تفعل، أوكرانيا ستنتصر".
وأظهرت صور من داخل مدينة خيرسون الأعلام مرفوعة على مبنى الإدارة الإقليمية للمدينة، فيما أظهرت صور أخرى بثتها صفحات محلية رفع الأعلام الأوكرانية في منطقة بيلازوركا على المشارف الشمالية لمدينة خيرسون.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة اكتمال عمليات نقل قواتها من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو في مقاطعة خيرسون إلى الضفة اليسرى من النهر.
وأوضحت الوزارة أنه تم سحب أكثر من 30 ألف جندي و5 آلاف وحدة من الأسلحة والمعدات، مشيرة إلى أن قواتها قصفت تجمعات للقوات الأوكرانية على الضفة اليمنى للنهر الذي يشق مدينة خيرسون.
وفي وقت سابق اليوم، قالت مصادر عسكرية أوكرانية للجزيرة إنه تمت السيطرة على ريف ميكولايف بالكامل، وإن كتائب الاستطلاع تتقدم بشكل حذر نحو مطار "تشورنابايفكا"، قرب مدينة خيرسون.
وقال عضو في المجلس الإقليمي لخيرسون إن المدينة باتت تقريبا تحت السيطرة الكاملة للقوات الأوكرانية.
الكرملين يعلق للمرة الأولى
في المقابل، وفي أول تعليق له منذ إعلان الانسحاب، اعتبر الكرملين أن منطقة خيرسون الأوكرانية بأكملها وعاصمتها تشكلان جزءا من روسيا على الرغم من انسحاب الجيش الروسي من المنطقة التي أعلنت موسكو ضمها في سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم الجمعة إن منطقة خيرسون "تابعة لروسيا الاتحادية"، مضيفا -في أول تعليق للرئاسة الروسية على انسحاب قواتها من خيرسون الذي أُعلن الأربعاء الماضي- "لا يمكن أن يكون هناك تغيير".
وأضاف أنّ الرئاسة الروسية "غير نادمة" على الاحتفال الكبير الذي أعلن خلاله فلاديمير بوتين في سبتمبر/أيلول الماضي ضم 4 مناطق أوكرانية إلى روسيا وبينها خيرسون.
ورفض بيسكوف التعليق على الانسحاب من خيرسون الذي يشكل نكسة قوية بعد 9 أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، في حين كانت هذه المدينة العاصمة الإقليمية الأوكرانية الوحيدة التي احتلتها روسيا.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت روسيا أنها استكملت سحب قواتها من الضفة الغربية لنهر دنيبرو بعدما أكدت أنها اتخذت "قرارا صعبا" بالانسحاب في ظل تقدّم القوات الأوكرانية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي "اليوم عند الساعة الخامسة صباحا بتوقيت موسكو (02:00 توقيت غرينتش)، استُكمل نقل الجنود الروس إلى الضفة اليسارية من نهر دنيبرو. لم تُترك قطعة واحدة من المعدات العسكرية والأسلحة على الضفة اليمين".
الرواية الأوكرانية
وفي قبل إعلان كييف دخول قواتها مدينة خيرسون، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن القوات الروسية ستحتاج أسبوعا على الأقل للانسحاب من المدينة، وإن ذلك لا يمكن ان يتم خلال يوم أو يومين.
وأوضح ريزنيكوف أن فصل الشتاء سيبطئ العمليات العسكرية، ويمنح الطرفين فرصة لالتقاط الأنفاس، وفق تعبيره.
وأضاف المسؤول العسكري الأوكراني أن هناك نحو 40 ألف عسكري روسي في عموم مقاطعة خيرسون.
وكانت روسيا انسحبت في سبتمبر/أيلول الماضي من منطقة خاركيف شمال شرق البلاد، ثم تلا ذلك إعلان فلاديمير بوتين في 21 سبتمبر/أيلول استدعاء نحو 300 ألف من جنود الاحتياط لتعزيز خطوط المواجهة الروسية.