في حدث كروي كبير، كأول فوز عربي، على منتخب عريق كالأرجنتين، ضجت المدن العربية، من المحيط إلى الخليج سعادة بالإنجاز الذي حققه المنتخب السعودي، وذلك ضمن أول مبارياته في مونديال كاس العالم بنسخته الـ 2022 والمقامة في دولة قطر.
ومن الاحتفالات الشعبية والجماهيرية، إلى وسائل التواصل الاجتماعي، التي ضجت بالفوز، والتي أعقبت إعلان صفارة انتهاء المباراة بتقدم السعودية على الأرجنتين بهدفين لهدف، في مباراة أعدت استثنائية، ومستحقة بعد جهد كبير بذله الأخضر السعودي.
قيادات حوثية، في صنعاء، شاركت في الاحتفاء، وواكبت الحدث، إلا أنها عادت ونكصت على عقبيها، وسارعت إلى حذف تغريداتها ومنشوراتها في تطبيقي "تويتر، وفيسبوك" باعتبارهما التطبيقين الأكثر استخداماً.
وعن حذف منشورات وتغريدات الاحتفال بالفوز السعودي التاريخي، علّق كثيرون، بأنه بناء على توجيهات إيرانية، جاءت إلى قيادات المليشيا والتي بدورها وبخت المحتفين بالفوز.
ومن القيادات الحوثية، التي علقت على المباراة، ضيف الله الشامي، المعين من قبل المليشيا وزيراً للإعلام في حكومتها غير المعترف بها، وحسين العزي، الوكيل في الخارجية، وعبدالقادر المرتضى رئيس لجنة الأسرى الحوثية، وغيرهم.
وعلى وقع كتاباتهم المشيدة، وجدت تلك القيادات الحوثية، موجة انتقادات واسعة، من أنصار الجماعة، قادها إعلاميون يعملون من الضاحية الجنوبية في لبنان، مما يؤكد صدور الأوامر الإيرانية وأخرى من حزب الله، بحذف التغريدات المحتفية بفوز المملكة العربية السعودية.
كما أن تلك الانتقادات تواصلت، بعد حذف الإشادات، وإنزال البعض ما يشبه الاعتذار في صفحاتهم، ومنهم المرتضى الذي كتب "كانت تغريدة الأمس عفوية وكان الهدف منها رسالة إخاء للشعب العربي في الحجاز ونجد، إلا أن جراح شعبنا من ال سعود عميقة فأثارتهم المباركة ولهم كل الحق في ذلك".
القيادي المرتضى في نهاية تدوينته قدم اعتذاره الشديد، وهو ما يؤكد أنه وجد ضغطاً شديداً، لتقديم هذا الاعتذار بناء على أنه يرأس لجنة مهمة، ولها لقاءات بالسعوديين للتباحث في ملف الأسرى.
(العاصمة أونلاين) كان قد اطلع على تغريدات الحوثيين، ومنها تدوينة الشامي التي بارك فيها بفوز المنتخب السعودي على المنتخب الأرجنتيني، معتبراً الفوز بأنه أعاد الاعتبار للكرة العربية.. بينما قال العزي " أنا غريم بن عمي وانا وبن عمي على عليكم يا أرجنتين".
وعقب ذلك بدأت تغريدات التوبيخ بالمحتفلين بالفوز من الحوثيين، وكان منهم يوسف الفيشي الذي كتب عنهم بأنهم يعانون اضطراباً في المبادئ.
كما أن حذف قيادات المليشيا لتغريداتها وجدت صدى لدى الناشطين والإعلاميين اليمنيين، والذين رأوا فيها أن تلك المليشيا لا تمتلك من أمرها شيئاً، وأنها تنفذ ما يأتي من إيران فقط، وفق تعليقاتهم.
وتساءل الخبير العسكري محمد عبدالله الكميم عن سر حذف الحوثيين لتغريداتهم، رغم أنها لقيت آلاف الإعجابات.
وأضاف "الدويدار حسين العزي والمرتزق ضيف الله الشامي، لأنها اغضبت ايران وقادتهم في صنعاء، اثبات جديد على انهم ارخص مرتزقة في الأرض ومنزوعين القرار والكرامة والعروبة والشهامة والقيمة والرجولة".