أكدت الولايات المتحدة الأمريكية أن الضابط السابق بالقوات الخاصة المصرية سيف العدل أصبح زعيما لتنظيم القاعدة بعد مقتل أيمن الظواهري في يوليو 2022.
ويتوافق التقييم الأمريكي مع ما قالته الأمم المتحدة من أن العدل الموجود في إيران هو الزعيم الفعلي للتنظيم. ولم يعلنه التنظيم رسميا بعد "أميرا" بسبب الحساسية إزاء مخاوف سلطات طالبان في أفغانستان التي لم ترغب في الاعتراف بأن الظواهري قتل بصاروخ أمريكي في منزل بكابول.
يبلغ سيف العدل من العمر 62 عاما، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة المصرية وشخصية بارزة في الحرس القديم للقاعدة.
ساعد العدل في بناء القدرة العملياتية للتنظيم ودرب بعض الخاطفين الذين شاركوا في هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، وفق المنظمة الأمريكية "مشروع مكافحة التطرف".
وقال المحقق السابق في مكافحة الإرهاب بمكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" علي صوفان، إن سيف العدل يقيم في إيران منذ 2002 أو 2003، حيث وضع في البداية رهن الإقامة الجبرية، لكنه صار حرا في ما بعد بما يكفي للقيام برحلات إلى باكستان.
وكتب صوفان في مقال نشر عام 2021 لمجلة "سي تي سي" الصادرة عن "مركز ويست بوينت لمكافحة الإرهاب"، أن "سيف هو أحد أكثر المقاتلين المحترفين خبرة في الحركة الجهادية العالمية، وجسده يحمل ندوب المعركة".
وأضاف: "عندما يتحرك، يفعل ذلك بكفاءة".
وقال تقرير الأمم المتحدة الذي يقيم مخاطر الجماعة، "في المناقشات التي جرت في نوفمبر وديسمبر، تبنت العديد من الدول الأعضاء وجهة نظر مفادها أن سيف العدل يؤدي بالفعل دور الزعيم الفعلي للجماعة بلا منازع".
وقال خبراء في شؤون تنظيم "القاعدة" إن وفاة الظواهري زادت الضغط على التنظيم لاختيار قائد يمكنه التخطيط بعناية لعمليات دموية، وإدارة شبكة جهادية.
وعلى العكس من سلفيه اللذين كانا يظهران كثيرا في مقاطع فيديو نارية، تبث في جميع أنحاء العالم، وتحمل تهديدات للولايات المتحدة، يقول الخبراء إن سيف العدل ساعد في تحويل "القاعدة" إلى أكثر الجماعات المسلحة دموية في العالم، من خلال التخطيط للهجمات من الظل.
ووجهت هيئة محلفين اتحادية كبرى في الولايات المتحدة اتهامات لسيف العدل في نوفمبر 1998، لدوره في التفجيرات التي استهدفت السفارتين الأمريكيتين في تنزانيا وكينيا، ما أدى إلى مقتل 224 مدنيا، وإصابة أكثر من 5000 آخرين.
وليس للرجل صور تقريبا، باستثناء ثلاث صور، إحداها بالأبيض والأسود، ومستخدمة على قائمة المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي.
المصدر: أ ف ب