الحوثي والقاعدة.. ما جديد عملية التخادم الأخيرة بين التنظيمين الإرهابيين..؟

لا تتحرك مليشيا الحوثي، إلا بإشارة من ملالي إيران، على كل المستويات، وكان منها الكشف عن صفقة أخيرة، بينها وتنظيم القاعدة، والتي أفضت إلى إطلاق عدد من أسرى الطرفين.

 

هذا ما يقوله إعلان الصفقة، من قبل "القاعدة" لتسارع المليشيا إلى تأكيده، عبر مسؤول رفيع في المليشيا، وهو عبدالقادر المرتضى والذي يرأس ملف الأسرى، الملف المتشابك في اليمن، وصولاً إلى تعليق قيادات أخرى في الجماعة عن العملية، التي أكدت التخادم بين التنظيمين، ودلالات أخرى.

 

وأول هدف للإعلان الذي أثار جدلاً أوساط اليمنيين، يأتي لصالح "إيران" التي باتت تلوح بعصا تنظيم القاعدة في وجه الغرب، ولم تعد تخفي أنها أصبحت مقراً لزعيم التنظيم الدولي، محمد صلاح الدين زيدان الذي يحمل اسم "سيف العدل"، والذي خلف أيمن الظواهري المقتول بعملية أمريكية قبل ستة أشهر.

 

ويعد إيواء إيران وفقاً لتقارير عدة، أنها باتت تحرك خيوط الإرهاب، في المنطقة، كما ما يؤكد عمليات أخرى وقعت في اليمن، منها وصول أسلحة إلى يد تنظيم القاعدة، كانت مرسلة من إيران لمليشيا الحوثي.

 

في الوقت نفسه، تشير العمليات العسكرية الأخيرة التي خاضتها مليشيا الحوثي ضد الجيش اليمني، خاصة في محافظات البيضاء ومأرب وشبوة، بأنها كانت مسنودة بعناصر تنظيمي القاعدة وداعش، كما أنها أفرجت عن معتقلين كانوا في سجون مختلفة، على ذمة قضايا إرهاب عدة، تعود إلى فترة ما قبل الانقلاب سبتمبر 2014.

 

رعاية إيرانية

الأمر الآخر أن العلاقة ممتدة، بين التنظيمين اللذين نفذا عمليات مختلفة منها تبادل الأسرى التي لا تعد سوى إعادة توزيع للإرهابيين، وفق كثيرين، وهو ما يؤكد أيضاً أن ما يجمع التنظيمين يفوق المصالح، وأن غرفة إدارتهما أصبحت واحدة، في طهران، وإن في الوقت الحالي.

 

وعن التدوينات التي تناولت القضية تؤكد أيضاً أنها دليل آخر قوي على علاقة الحوثي بالقاعدة، كما ذهبت لتؤكد للرأي العام المحلي والدولي أنها تتم برعاية إيرانية.

 

لعب بالمكشوف

أغلب اليمنيين من المدونين في وسائل التواصل الاجتماعي اعتبروا بدورهم عملية التبادل الحوثية مع القاعدة، بأنها صارت نوعاً من اللعب بالمكشوف، وأن المليشيا كانت تنكر أي تخادم لها، مع التنظيم، بل كانت تروج زاعمة أنها في قتال معه في التغطية على حربها الدموية على اليمنيين.

 

ومن التعليقات في هذا الإطار رصد "العاصمة أونلاين" تغريدة للمحامي اليمني محمد المسوري، الذي استعاد موقفاً سابقاً له، متعلق بمهنته في المحاماة وخاصاً بإحدى عمليات الإرهاب.

 

وذكر المسوري، توكيله أمام محكمة الاستئناف في صنعاء في وقت سابق، وذلك في القضية المعروفة، بتفجير كتيبة الأمن المركزي في ميدان السبعين، والتي كانت في العام 2000.

 

ولفت إلى أنه صدر حينها حكم بإعدام المتهمين من تنظيم القاعدة، إلا أنه بعد أن سيطرت المليشيا على العاصمة، طالبت النيابة بإحضار المحكوم عليهم، إلا أن المليشيا لم تقم بإحضارهم بل أفرجت عنهم في وقت لاحق.

 

رأي آخر

 

وبالرغم من ذلك فإن للخبير العسكري الدكتور علي الذهب رأياً آخر تناول به العملية، مشيراً إلى توقيتها، في الـ 14 من فبراير (الجاري) بأن الأمر كان مؤجلاً، حد وصفه.

 

وقال على صفحته في تطبيق التدوين المصغر "تويتر" أن التفاوض بدأ العام الماضي، مع دخول الهدنة الإنسانية حيز النفاذ، أما التأخير، فارتبط بمماطلة الحوثيين، إلى أن رفع فريق الخبراء تقريره، عن العام الماضي، إلى مجلس الأمن؛ على أمل أن لا يعلن القاعدة عن ذلك.

 

إلاّ أنه استدرك بالقول في تدوينة أخرى بأن "‏القاعدة والحوثي بالنسبة إلى الحكومة اليمنية، جماعتا عنف متمردتان، ومن حق هذه الحكومة إخضاعهما بالقوة، إذا ما ضاقت أمامها الخيارات الأخرى"

 

وأضاف "لو كانت جماعة الحوثي تمثل الدولة، كما تزعم، لأخضعت عناصر القاعدة للقانون، لكنها بادلت بها عناصر حوثية عنيفة".. مختتماً بـ "وكما يقول المثل: وافق شن طبقة".

 

أين المواطنون المختطفون؟

آخرون قرأوا التبادل بين تنظيمي القاعدة والحوثي إلى أن الأخير لا يأبه بالمدنيين المختطفين في سجونه بينما يسارع إلى الإفراج كما يزعم عن الإرهابيين والانغماسيين.

 

ولفتت الكتابات إلى أن المليشيا أفرجت عن عناصر من تنظيم القاعدة بعضهم متهم بتفجير مصالح يمنية وغربية، إلا أنها ترفض إطلاق آلاف اليمنيين الأبرياء ممن يقبعون في سجونها منذ سنوات.

عن إطلاق العناصر الإرهابية في عملية تبادل علق الصحفي المفرج عنه "هشام طرموم" رابطاً الأمر مع أحكاماً جديدة أصدرتها مليشيا الحوثي، تقضي بإعدام طلاب وتربويين وتمديد فترة السجن لمدة 12 عاماً لمعملين وخريجي جامعات.

 

وفي 20 من فبراير/ شباط الجاري، اعترفت مليشيات الحوثي بإجراء صفقة تبادل الأسرى بينها وبين تنظيم القاعدة في اعتراف أول لها بوجود تنسيق بين الجماعتين الإرهابيتين.

 

وجاء ذلك بعد يوم من إعلان تنظيم القاعدة، إنه تبادل في 14 فبراير، أسرى مع مليشيا الحوثي واستردّ اثنين من مقاتليه في التبادل وهما قعقاع البيحاني، وموحد البيحاني حسبما أفاد موقع "سايت انتليجنس" المتخصص في تتبع الجماعات الجهادية.