أطلقت سفارة الجمهورية اليمنية لدى المغرب، اليوم الأربعاء (24 أبريل 2024)، أعمال الندوة العلمية الدولية (اليمن .. الحضارة والتاريخ) التي تنظمها بالشراكة مع أكاديمية المملكة المغربية، بحضور رفيع المستوى، من سفراء ودبلوماسيين ورؤساء للمنظمات الدولية ومسؤولين، وجمعٌ من الباحثين والمهتمين بالتاريخ والتراث من الطلاب المبتعثين في الجامعات والمعاهد المغربية.
وألقى أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، البروفيسور عبدالجليل لحجمري، كلمة افتتاحية للندوة، التي يحتضنها مقر الأكاديمية في الرباط، أكد فيها على مكانة الحضارة اليمنية وأدوارها الريادية منذ العصور القديمة، منوها إلى أهمية الموقع الاستراتيجي لليمن في خارطة العالم وتحكمه في أهم الممرات المائية وخطوط الملاحة الدولية، الأمر الذي مكنه من تأدية أدوارا حضارية وتجارية وثقافية، وجعله مؤثرا وفاعلا في الثقافات والحضارات الأخرى على مر التاريخ.
وأكد لحجمري على رسوخ العلاقات القوية ذات العمق التاريخي التي تجمع اليمن والمغرب، مشيرا إلى أن هذه الندوة الدولية تؤكد على متانة الروابط الحضارية والثقافية والتعاون الدائم بين البلدين الشقيقين.
وخلال كلمته، رحب سفير الجمهورية اليمنية لدى المملكة المغربية، الأستاذ عز الدين الأصبحي، بالحاضرين من السفراء والباحثين والعلماء الذين وفدوا من اليمن وفرنسا ومن بعض المدن المغربية، للمشاركة في إثراء موضوع الندوة، وتسليط الضوء على جزء من الوجه المشرق لليمن بحضارته التليدة وتاريخه العريق، مجددا أهمية العلاقات الاستراتيجية الوطيدة بين اليمن والمغرب، الضاربة في جذور التاريخ منذ الهجرات اليمنية القديمة التي انطلقت من الداخل اليمني متجهة إلى عديد المناطق والأقاليم المغربية، ملفتا إلى التشابه الكبير الذي يصل إلى حد التطابق بين الثقافتين على العديد من المستويات الاجتماعية والعمرانية والتراثية، مقدما عرضا غنيا حول (المشترك الثقافي بين اليمن والمغرب).
وقال السفير الأصبحي: "أن هذا الملتقى العلمي الذي يحتضنه هذا الصرح الشامخ أكاديمية المملكة المغربية التي تشكل منبرا للفكر والمعرفة في انطلاقتها الجديدة الأكثر تميزا نحو الانفتاح والحداثة، يؤكد على مدى رسوخ قوسي المحبة لهذه الجغرافيا الممتدة من مضيق جبل طارق وحتى مضيق باب المندب".
وبدوره قدم الباحث في العلوم الاجتماعية وموسيقى الشعوب المتخصص باليمن وتاريخ الموسيقى العربية الدكتور جان لامبير، محاضرته الافتتاحية حول "إسهامات اليمن في الموسيقى العالمية"، استعرض فيها جذور وبدايات الأغنية اليمنية القديمة، مسلطا الضوء على الانطلاقات الأولى لشركات التسجيلات التجارية في مدينة عدن ولحج وحضرموت، مثل شركة أودين لصاحبها الشيخ علي أبوبكر باشراحيل، وتطرق إلى جهود عدد من رواد الأغنية القديمة، أمثال، فضل محمد اللحجي، ومحمد جمعة خان.
ونوه الباحث لامبير إلى ضرورة الحفاظ على الموروث الفني القديم، بتعاضد الجهود ورفع مستوى الوعي بأهمية الفن، باعتباره ذاكرة الشعوب وروحها، مشيرا الى تجربته في جمع الاسطوانات النادرة وجهوده في جمعها وتوثيقها لحمايتها من الضياع والاندثار.
أدار الجلسة الافتتاحية، أمين السر المساعد للأكاديمية، الأستاذ محمد الكتاني، كما تخللها عرض فيلم وثائقي عن اليمن وتاريخه العريق للإعلامي محمد بافضل، استعرض فيه المراحل التاريخية التي شهدتها الحضارات اليمنية القديمة، وملامح ثقافية وتراثية وعمرانية لعدد من المدن اليمنية، نال إعجاب واستحسان الحضور.
وفي ختام الجلسة، قدم السفير اليمني الأصبحي درعا تذكارية لأمين السر الدائم للأكاديمية لحجمري، تقديرا لجهوده المبذولة في إنجاح الندوة.
وتجدر الإشارة، إلى أن غدا الخميس(25 أبريل 2024) سيشهد جلستين علميتين، ستتخلها عروض أوراق علمية وأبحاث مختلفة حول اللغات والآثار القديمة، والتراث الحضاري الفكري المادي في اليمن، سيقدمها نخبة من الأساتذة والخبراء والباحثين.