لقاء وشريط ذكريات مع العلم الاداري محافظ ابين الأسبق المهندس فريد مجور

*كتب / علي منصور مقراط*

 

بعد انقطاع سنوات طويلة كنت ليلة البارحة على موعد لقاء مع الأخ العزيز والصديق العاقل المحترم المهندس فريد أحمد مجور محافظ ابين وحجه ووزير الزراعة والري الأسبق حفظه الله ورعاه واطال عمره. كنت ومعي الاخوين العزيزين الشيخ وجدي الحوشبي والاستاذ صالح عوض الحروري وكنا منذ ايام حريصين على زيارة هذه الشخصية الوطنية والسياسية والقيادية الادارية العملاقة.. فقد طال الفراغ والأعمار بيد الله .. لا ابالغ أن قلت أن هذا اللقاء الحميمي كان جميلا يفوق الوصف..

استقبلنا الرجل السبعيني بحفاوة وتواضع جم معهود وبابتسامة يخفي بداخلها حزن على الوطن وابين التي قضى معظم حياته فيها منذ أن كان مسؤول الاقتصاد في سبعينات القرن الماضي إلى مدير الري التقليدي منذ مطلع الثمانينات حتى العام ٨٦م ثم محافظاً فينا بعد

 

حزين على ما وصلت إليه ابين والبلاد والعباد جراء الحرب والصراعات الداخلية الدامية التي أكلت الاخضر واليابس.

قال مقيم في القاهرة منذ مايقارب عقد من الزمن لكن في كل ساعة ويوم معلق بوطني ولو امتلكت كنوز الدنيا ليس هناك أجمل من تراب بلدي وهي كرامتي وعزتي …فريد مجور مناضل وقائد عسكري وسياسي وخبير اداري كبير من الرعيل الأول .دخل الجيش في العام ٦٦م وأخذ دورة ضباط على يد الفقيد الكبير حيدرة قدور لنصف عام وشغل اركان حرب كتيبة في قاعدة العند ثم نائب مسؤول الاستخبارات . في الأزمة التي عصفت بالجنوب بعد الاستقلال..وخرجت مجاميع سالمين عبر يافع إلى قعطبة تولى إلى جانب القائد العسكري البارز عبدالله علي مجور قائد مدينة الشعب من إخراج علي سالم البيض وعبدالله البار واخر إلى شقرة ثم إلى حضرموت فيما تولى عبدالله مجور إخراج محمد سعيد عبدالله محسن إلى حدود قعطبة طبعاً كان الجميع في اقامة جبرية . قال وفي الطريق إلى شقرة طلب منه البيض سلاح فاعطاه مسدسه .

تولى مساعد محافظ شبوة في بداية سبعينات القرن الماضي.رشح دورة عسكرية اكاديمية إلى السوفيت لكنه أعتذر للرئيس سالمين وطلب دورة في الجانب المدني . وتحقق له ومكث ست سنوات نال شهادة الماجستير ..

تعرض لاقسى أنواع التعذيب والسجون ، في احداث سالمين عام ٧٨م كان مسؤول اقتصادي بمحافظة ابين والمحافظ الفقيد عبدالله الجنيدي .حين تم السيطرة على الموقف في عدن وابين انتقل مع المحافظ الجنيدي وزيد سليمان مدير مكتب الرئيس سالمين ومحمد النمي ومسعود غالب واخرين إلى شبوة وهناك تم ايقافهم واختلف المسؤولين كيف يتم التصرف بهم ولاحقاً تم نقلهم بطائرة هيلوكبتر إلى سيئون وهناك صعد معهم مجموعة من المنتصرين إلى عدن . نزلوا في عدن وتم نقلهم إلى زنازين فتح الرهيب . طبعاً الاربعة مجور وزيد سليمان ومسعود غالب ومحمد نمي .وقبل دخولهم الزنازين جردوا من قمصانهم وتم جلدهم بشكل وحشي . قال كل ليلة تمر يتم التحقيق مع التعذيب . وفضلنا الموت .بعد تسعة أشهر اختلف المسؤولين في عدن وخفف عنا التعذيب وطلب مني المحققين أحتفظ ذكر اسماؤهم ان اعلن في التلفزيون ادانة اليمن الرجعي والمنحرف سالم ربيع علي. قلت لن أفعل لأني لا أعرف هذا. بعد ثلاث سنوات ونصف تم الأفراج عنا من قبل الرئيس علي ناصر محمد وعدت إلى ابين وعينت من قبل المحافظ محمد علي أحمد الله يذكره بالخير مدير وحدة الري . لم تمر غير ثلاث سنوات واذا بفخامة الرئيس علي ناصر محمد وعدد من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية عندي في حي الري التقليدي وفية مباني سكن ممتازة طلب منا للسكن فخرجت من غرفتي ليسكن فيها فيما باذيب واخرين توزعوا بقية الغرف . بعد ذلك انتقلنا جيمعا إلى شقرة . كنت أقول في نفسي عدنا من جديد إلى نقطة الصفر والمآسي والحروب . ومن شقرة إلى مودية وفي الطريق وصل اللواء عبدالرحيم عتيق عنده قوة تعزيز إلى  عدن . لكن حين شاهد القيادة في العرقوب غادرت وعاد ادراجه .

في مودية كان الجميع يتحدث أن محمد علي أحمد يخوض معركة تحرير مكيراس . لكن الحقيقة أن الاوضاع سقطت ولم نستطيع مرور ثرة وسلكنا طريق امبعالة إلى مكيراس وهناك جاءت طائرة وتدخل أحمد مساعد للسماح لي بالصعود مع الرئيس علي ناصر واعضاء المكتب السياسي والوزراء إلى الطائرة التي اقلتنا إلى دار الرئاسة لمقابلة الرئيس علي عبدالله صالح. طبعا دخل الرئيس علي ناصر ثم أعضاء المكتب السياسي والوزراء وكان أحمد مساعد حامل سلاح رفض تسليمه لكي يدخل الاجتماع . وقال لم اسلمه من عدن لن أدخل إلا بسلاحي وكانت ستحدث مشكلة لولا سماع علي عبدالله صالح الصياح وامر بادخاله مع سلاحه .

شخصياً لم اشارك في الاجتماع .

عموماً هذه بعض المآسي التي دفع شعبنا ثمنها . هناك بعض الذكريات عن دخولي وساطة مع قيادات العوالق. وكلفت بابلاغهم عن تعيين سالمين محافظ لمحافظة شبوة فقبلوا . لكن الاوضاع تسارعت فاذا بسالمين يصعد إلى رئيس مجلس الرئاسة.. شريط ذكريات طويل .. اتمنى أن نستفيد من تلك المراحل ونقبل ببعضنا البعض في التنازل وترك السلاح والقوة وان يعود السلام إلى البلاد ويتوقف نزيف الدم

 

ماذا بعد ، مضت أكثر من ساعتين في بحر مجور العميق . ثم ودعناه نحن والاخرين وجدي الحوشبي وصالح الحروري على امل أن تتجدد اللقاءات .. استودعكم حتى نلتقي واياكم جمعتكم مباركة سلاااااااااام