وطن ينهب 

فتحي بن لزرق 

 

هذا الحوش هو حوش المؤسسة العامة للنقل البري ، آخر ما تبقى من الممتلكات الحكومية في عدن، ظل صامدًا لعقود، شاهدًا على تقلبات الزمن، عابرًا لأنظمة ودول وقيادات سادت ثم بادت. أسسته بريطانيا، فمرّ عليه الاشتراكي ورحل، لكنه بقي واقفًا. حكم علي عبد الله صالح عدن ثلاثة وعشرين عامًا، وبقي الحوش كما هو، حتى جاء هؤلاء، فكان لهم رأي آخر!

قبل يومين، تحركت الآليات لتبدأ جرف هذا المكان العريق، بعد أن تم التصرف به لصالح أحد الأشخاص، الذي تربطه صلة قرابة بإحدى القيادات البارزة، وبموجب عقد إيجار لمدة 25 عامًا، وبمبلغ لا يتجاوز مليونًا ونصف المليون ريال! يا بلاشاه..!

يا سادة، أنتم لا تمضون في الطريق الصحيح، وكل ما يحدث اليوم يؤكد أننا لا نسير نحو بناء دولة، بل نحو تقاسم ما تبقى من جثمان هذا الوطن.

بمثل هذه الصفقات، يُطلق رصاص الرحمة على مؤسسة النقل البري الحكومية، وإلى الأبد. أما الطامة الكبرى، فليست في نهب المكان، بل في أن الباسط سينشئ في ذات الموقع شركة للنقل البري!

وعلى عينك يا رعوي..!

هذه البلاد تضيع، والناهبون الجدد أشد ضراوة من كل من سبقهم.

أحسن الله عزاءكم في هذه البلاد… والبقاء لله.