السيرة الذاتية للمرحوم العميد عوض صالح دحه المحوري

ولد العميد عوض صالح دحه عام 1947م في محافظة أبين مديرية الوضيع قرية المقطن.

ترعرع ونشأ في المقطن كبرى قرى آل محوري حتى بداية عام 1963م عندما إنضم إلى جيش الليوي واستمر فيه حتى إندلاع ثورة 14 من اكتوبر الذي كان له دور فيها رغم صغر سنه مساعداً الثورة وأبطالها مع أبناء قبيلته الذي كان لهم إسهاما كبير في مواجهة الاستعمار البريطاني في عدن وردفان ومكيراس.

بعد الإستقلال أخذ الفقيد عوض صالح عدداً من الدورات العسكرية في القوات المسلحة -تخصص مدفعية- ومع منتصف السبعينات ترقى إلى رتبة ملازم ثاني.

كان الفقيد ضمن القوات الجنوبية التي أرسلت إلى إثيوبيا بصفته قائداً للبطارية في سلاح المدفعية عام 1972م

عين المناضل الجسور عوض صالح دحة قائد كتيبة المدفعية في لواء عباس عام 1976م وبسبب ذكاءه وصرامتة العسكرية تم تزكيته ليأخذ دورة قيادة وأركان في معسكر صلاح الدين عام 1978م وسبب الأحداث الحاصلة في تلك الفترة تم إعتقاله مع مجاميع من ضباط القوات المسلحة.

في عام 1980م أخلي سبيله وتم إحالته على قطاع الإنشاءات بقرار سياسي أنهم مشاركين في الحرب مع عدد كبير من ضباط الجيش أبرزهم محمد سعيد الحاج الحوتري وعدد من القيادات العسكرية.

بعد أحداث يناير 86م تم استدعاه ليتم تعيينه مدير أمن مديرية مودية حتى عام 1988م.

سافر إلى مصر من أجل العلاج وتواصل به الرئيس علي ناصر محمد للعودة إلى شمال اليمن وعاد ومكث هناك حتى عام 1990م.

بعد الوحدة اليمنية تم تعيينه مدرس في مدرسة المدفعية بالعاصمة صنعاء كخبير عسكري استراتيجي لقدراته الفائقة في مجال المدفعية وتم ترقيته إلى رتبة عميد.

عاد إلى عدن في 94م بعد الأقصى والتهميش الذي تعرض له الجنوبيين ووقف إلى جانب القوات الجنوبية المدافعة عن عدن برفقة العميد هيثم قاسم طاهر الذي يعد زميلة ورفيق دربه.

في عام 2000م أحيل إلى التقاعد بدون اي مستحقات وتم إحالة الكثير من زملائه تباعاً وفي نفس هذا العام أنتقل من مسقط رأسه قرية المقطن ليستقر به الحال في منطقة المظلع جنوب غربي عاصمة المحافظة زنجبار.

يعد العميد المناضل عوض صالح دحه المحوري من أبرز الضباط في القوات المسلحة متنقلاً بين المهره وشبوة وأبين وعدن وفياً لواجبه العسكري غيوراً على أرضه مخلصاً لوطنه محافظاً على كرامة شعبه.

يعتبر العميد دحه من أوائل المناضلين الذي أسهموا في تشكيل جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين برفقة المناضل العميد ناصر علي النوبة والمتقاعدين العسكرين الذي تم اقصائهم وهي أساس الحراك الجنوبي وبداية شرارة الثورة عام 2007م

شارك مع أبنائه وأبناء قبيلته في صد العدوان الحوثي على أرض الجنوب في العديد من الجبهات معلماً وملهماً وقائداً عسكرياً حتى الإنتصار ودحرهم من مناطق الجنوب بشكل كامل.

إلى جانب ذكائه العسكري كان الفقيد العميد عوض صالح المحوري حكيماً قبلياً مصلحاً اجتماعياً شاعراً لا يشق له غبار في قول كلمة الحق من خلال الشعر أو عبر الحديث العابر.

كان من دواهي قبيلة آل محوري في حضوره القبلي صادقاً في كلمته شجاعاً في موقفه مدافعاً عن مبادئه وقيمه حصرياً على إخوته من أبناء قبيلته في كل الأماكن والأزمان.

كان الفقيد دحه شاعراً فصيحاً بليغاً في قوله يعبر عن ما يجول بخاطره عن طريق الشعر، لم يكن يوماً مزايداً أو منافقاً عاش حياته بسيطاً بعيداً عن الضجيج والشهرة.

له العديد من القصائد والأشعار التي تم تدوينها من قبل أولاده، بعضها يتم تناقلها عبر الألسن والمواقع لانه تعبر عن الأوضاع التي آلت إليها البلاد.

الفقيد المحوري غني عن التعريف وهذا ما جال في خاطرنا للتعريف عن سيرته العطره التي سيخلدها التاريخ في انصع صفحاته.

أولاده الاستاذ عبدالقادر والقائد احمد والشاعر عبدالعزيز المشهور بابوهند والفقيد عامر غفر الله له ولوالده.

ختاماً هناك أرض يمتلكها الفقيد المناضل العميد عوض صالح بن دحه المحوري في منطقة المطلع وهي موثقة من قبل الجهات الرسمية والقانونية بإسمه تم البسط عليها من قبل معسكر محور أبين التابع لمختار النوبي الواقع هناك، رغم أن هناك ملف متكامل بحوزة النوبي الذي وعد بمعالجة قضية الأرض ولكن حتى اللحظة لم يتم التجاوب.

قائد بحجم العميد عوض صالح يتم البسط على أرضه دون معالجة قضيتها أو تعويضه بأرض أخرى بدلاً عنها أمر محير ومريب، المفترض يتم صرف أرض نظير تضحياته وتعويضه في أرضه المنهوبة.

 

توفي العميد عوض صالح دحه المحوري في 2023/3/30 بعد حياة مليئة بالتضحية والبطولة.

 

ولا يسعنا بالاخير إلا أن نترحم على روحه الطاهرة غفر الله له واسكنه الجنه.

 

*رشاد المحوري*