عدن.. عقدٌ من التحرير والانتصار على المشروع الإيراني

الدكتور/ عبدالقادر المحوري

 

تحل اليوم الذكرى العاشرة لتحرير العاصمة المؤقتة عدن، اليوم الذي سطّر فيه الأحرار بدمائهم ملحمة وطنية عظيمة في 27 رمضان 1436هـ (2015م)، عندما انتفض أبناء عدن، مسنودين بدعم التحالف العربي، ضد ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، التي حاولت السيطرة على المدينة وفرض مشروعها السلالي الطائفي.

 

لقد كان تحرير عدن لحظةً تاريخية أكدت وحدة أبنائها، وتجسد فيها النضال الوطني في أبهى صوره، حيث قدّم أبناء المدينة آلاف الشهداء والجرحى دفاعًا عن هويتها، ورفضًا للهيمنة الإيرانية التي أرادت ابتلاع اليمن ضمن مخططها التوسعي الخبيث.

 

الرئيس هادي.. القائد الذي استنفر العرب لإنقاذ اليمن

 

جاء النصر في عدن بفضل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، الرئيس الشرعي للجمهورية اليمنية، الذي قاد معركة استعادة الدولة، ورفض الخضوع للمشروع الإيراني، وواجه الانقلاب بكل صلابة وحزم. كان قراره الحاسم بدعوة الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة للتدخل، نقطة التحول الكبرى التي أنقذت اليمن من الوقوع في قبضة إيران وأذرعها الحوثية.

 

التحالف العربي.. السند الحقيقي لمعركة التحرير

 

استجابت دول التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لنداء اليمن، وقدّمت دعمًا عسكريًا وسياسيًا كان له الدور الحاسم في تحرير عدن، وإطلاق عمليات التحرير في بقية المحافظات. ولم يقتصر دعم التحالف على الجانب العسكري، بل امتد إلى الإغاثة الإنسانية وإعادة تأهيل البنية التحتية في المناطق المحررة، في تأكيد واضح على التزام الأشقاء بمساندة اليمن وشعبه لاستعادة دولته واستقراره.

 

أبطال معركة تحرير عدن.. القادة والشهداء

 

خاض معركة تحرير عدن أبطال ميادين الشرف، الذين تصدّروا الصفوف، وكانوا صُنّاع النصر الحقيقي. ومن أبرز القادة والشهداء الذين سجلوا أسماءهم في تاريخ اليمن:

 • الشهيد جعفر محمد سعد – مهندس الانتصار الأول، ومحافظ عدن الذي واصل قيادة المعركة حتى تحقق النصر.

 • الشهيد عمر سعيد الصبيحي – قائد جبهة البريقة، الذي تصدى للميليشيات ومنعها من التقدم.

 • الشهيد علي ناصر هادي – قائد المنطقة العسكرية الرابعة، أحد أبرز القيادات العسكرية في معركة التحرير.

 • الشهيد أحمد الإدريسي – قائد مقاومة عدن، 

 • الشهيد محمد أمزربة – قناص خور مكسر، وأحد أبطال مقاومة عدن .

 • الشهيد اللواء أحمد سيف اليافعي – نائب رئيس هيئة الأركان العامة، وأحد كبار القادة العسكريين الذين استشهدوا في معركة الدفاع عن اليمن.

 

 • القائد اللواء عبدالله الصبيحي – أحد قادة معركة التحرير، الذي قدّم نموذجًا للبطولة والتضحية.

 

 • شهداء مجازر التواهي والمنصورة ودار سعد 

 

إلى جانب هؤلاء الشهداء، هناك قادة أحياء لم يبدلوا ولم يتغيروا، ولا يزالون على عهد المقاومة والنضال، ومنهم:

 • القائد الشيخ هاشم السيد – أحد أبطال المقاومة الذين واجهوا الحوثيين بكل قوة.

 

 • القائد نائف البكري – أحد القيادات الوطنية البارزة، وكان له دور فاعل في تحرير عدن.

 

• الدكتور محمد مارم مدير مكتب رئاسة الجمهورية

 

•اللواء محمد مساعد الامير

 

 • القائد الشيخ بسام المحضار – أحد أبطال مقاومة عدن، الذي خاض معارك شرسة في الدفاع عن المدينة.

 

 

وغيرهم الكثير من الأبطال الذين كانوا في مقدمة الصفوف، ومن مختلف مناطق ومكونات عدن والجنوب، وساهموا في تحقيق النصر على المشروع الإيراني وستكون لنا وقفه مع قائمة الشرف لابرز تلك القيادات والجنود المجهولين منهم

 

ما بعد التحرير.. ضرورة الوفاء للتضحيات

 

بعد عشر سنوات من هذا النصر العظيم، لا تزال عدن تواجه تحديات كبيرة، حيث لم تحظَ المدينة وأهلها بما يستحقونه من اهتمام ورعاية، في ظل تفشي الفساد وسوء الإدارة. أين اليوم من يخلّد تضحيات الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن؟ وأين من يهتم بالجرحى الذين يعانون الإهمال؟

 

إن المرحلة القادمة تتطلب إعادة تصحيح المسار، وتعزيز العمل الوطني تحت قيادة الشرعية والتحالف العربي، لاستكمال معركة استعادة الدولة، والقضاء على المشروع الحوثي الإيراني الذي لا يزال يشكل تهديدًا خطيرًا لليمن والمنطقة.

 

عدن.. مدينة المقاومة والنصر

 

لقد أثبتت عدن، كما هو عهدها دائمًا، أنها مدينة لا تُقهر، وأن أبناءها الأوفياء قادرون على تجاوز المحن والانتصار على كل التحديات. وكما حررت عدن نفسها من براثن الحوثيين في 2015، فإنها اليوم قادرة على أن تنهض من جديد، بمساندة أشقائها في التحالف العربي، وبإرادة أهلها الذين لم يعرفوا يومًا طريق الاستسلام.

 

إن النصر الذي تحقق لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان محطة فاصلة أكدت أن اليمن لن يكون تابعًا لإيران، وأن أبناءه قادرون على الدفاع عن هويتهم العربية مهما تكالبت عليهم المؤامرات.

 

واليوم، ونحن نستذكر هذا اليوم العظيم، نجدد العهد للشهداء والجرحى، ولقادة ورموز عاصفة الحزم، ولأشقائنا في التحالف العربي، بأن عدن واليمن ستظل عربية حرة أبية، عصية على كل محاولات الهيمنة والاستعباد.