افتح عيونك واتحرر من الماضي 

فارس العدني 

 

يخطئ كثيرون حين يصرّون أن الدولة لا تكون إلا بعودة أولئك الذين سبق أن أخذوا مداهم كاملاً في الحكم.

إنصافًا للتاريخ، يمكن الاتفاق أو الاختلاف مع نظام علي عبد الله صالح ورجالاته،

لكن من الجهل السياسي أن نظل أسرى لفكرة أن بناء الدولة لا يتحقق إلا بعودتهم.

 

اليمن أوسع من أن يختزل في أشخاص، والتاريخ لا يتوقف عند حدود زمنٍ مضى.

الدولة مشروع متجدد، لا إرثٌ يُتوارث ولا سلعةٌ توزع.

ومن يراهن على إعادة تدوير الماضي، يعيش حالة إنكار للمتغيرات التي شهدها الوطن والمنطقة والعالم.

 

 

ليس مقبولاً بعد سنوات من التحولات الكبرى أن نظل ندور في فلك ماضٍ استهلك أدواته ورموزه.

ليس مقبولًا أن نعلق عجزنا وفشلنا على شماعة رحيل من انتهى زمنهم.

 

إن الوطن بحاجة إلى من يصنع مشروعًا وطنيًا جامعًا، ولو كان على هرمه طارق صالح نفسه

مشروعًا يؤمن بالجميع ويحتوي الجميع،

لا إلى من ينوح على أطلال سلطةٍ ذهبت ولن تعود.

 

ابدأ أنت.

كوِّن تيارًا يؤمن بالدولة لا بالزعيم، بالوطن لا بالشخص،

تيارًا يقدم نموذجًا للإنصاف والشمولية والعدالة،

تيارًا لا يحاكم الناس بانتماءاتهم القديمة، بل يدعوهم للمشاركة في بناء اليمن الجديد.

 

إن الدولة لا تُصنع بالنواح على أطلال الماضي،

ولا تبنى بإحياء رموز انتهى دورها،

بل تُبنى بالعقول الحية، والضمائر النزيهة، والإرادة الصادقة.

 

أم سنظل عميانًا باختيارنا، ننتظر معجزة لن تأتي؟