عدن… حين ينتظر المظلوم رحمة السماء

كتب :فارس العدني

 

ستبقى عدن هكذا كما نراها اليوم:

قاطرة تدخل، قاطرة تخرج، شحنة تصل، سفينة ترسو، محطة كهرباء تتوقف لغياب الوقود، ثم تغرق المدينة في ظلامٍ دامس لأربع وعشرين ساعة بسبب عطل هنا أو خلل هناك.

عدن التي كانت يومًا قلب اليمن النابض، أصبحت اليوم مدينة تنتظر عطف الله عليها، أن يهبها قيادة تحبها ويحبها الناس، قيادة تعيد إنقاذ هذا الشعب المظلوم منذ أكثر من ستين عامًا.

 

لك الله يا عدن.

 

أما حال البلاد، فما من وصفٍ يليق به سوى أن نقول:

نحن على حافة الهاوية.

العملة المحلية تهوي يومًا بعد يوم، الخدمات تنهار، والأمل يتبخر مع كل شروق شمس.

المناطق المحررة التي صمدت عسكريًا أمام العدو، تكاد تنهار اقتصاديًا إذا لم يتم التدخل العاجل لوقف هذا النزيف المدمر.

 

وإلى الذين ظلوا يسكنوننا بخطبهم عن “عدم الخروج عن الحاكم”، نسألهم ببساطة:

ألم يخبركم أحد أن الشعب يموت من الحمى والجوع والعطش؟

أليس الخروج ضرورة عندما تتحول السلطة إلى موت بطيء؟

 

واليوم، وفي مشهد عبثي، نسمع أن هناك من قيادات المجلس الانتقالي من يطالب بعد عشرة أعوام من التحرير بتسليم عدن لمجموعة تجارية!

تخيلوا معي، كيف سيكون موقف الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم، عندما يعلمون أن عاصمتهم، التي سالت دماؤهم لتحريرها، تُعرض للبيع أو الإيجار لمن يدفع أكثر؟!

 

أي خيانة هذه!

أي سقوط هذا الذي لم تحلم به حتى قوى الاحتلال يومًا!

 

لكِ الله يا عدن… ولكل الشهداء المظلومين ألف سلام