الشارع إذا تحرك… لا يرحم أحداً

كتب: فارس العدني

 

عندما يتحرك الشارع من عمق وجعه الحقيقي، لن يلتفت كثيراً إلى الرايات الحزبية ولا القماشة السياسية التي يرفعها هذا الطرف أو ذاك.

لن يفرق بين لون وآخر، ولن يُجامل أحداً بشعارات أو ماضي نضالي.

في لحظة الانفجار الشعبي، سيكون الحساب مع الجميع، وبلا استثناء.

 

شركاء الحكم اليوم هم شركاء صناعة المعاناة.

ومن يحاول أن يرمي الفشل على الآخر، وينجو بنفسه من المسؤولية، واهم؛ فالمواطن يرى، ويدرك، ويراكم غضبه.

 

المطلوب اليوم ليس زيادة الشحن المناطقي ولا النفخ في أوهام التفوق الفئوي.

المطلوب تخطي خطاب المناطق، وتوحيد الوجع.

وطن مثقل بالجراح لا يحتاج إلى مزيد من المعارك الصغيرة، بل إلى مشروع إنقاذ وطني جامع.

 

على المجلس الانتقالي أن يدرك هذه الحقيقة.

حوارهم يجب ألا يكون مع أنصارهم فقط، بل مع خصومهم ومنتقديهم؛

مع من يواجههم بالمرآة دون تزييف، وينقل إليهم الصوت المغيب الذي لا يقوله المطبلون.

 

الحوار الحقيقي لا يصنعه التصفيق، بل تصنعه الجرأة على سماع الحقيقة… مهما كانت موجعة