لنتعلّم من تجارب الآخرين

ايسلندا بلد صغير جداً، عبارة عن جزيرة فى المحيط الأطلسي مساحتها صغيرة  وتعداد السكان 340 ألف نسمة، يعني أقل من تعداد حي من أحياء القاهرة ، وبالرغم من ذلك ترتيبها 14 فى الدول الأكثر تقدماً والمرتبة الرابعة عالمياً فى مستوى إنتاجية الفرد، وهذا بسبب جودة التعليم والصحة والعدالة والحرية والاستقرار ، هذه العناصر التي تطلق طاقات البشر وتبرز مواهبهم وتغذي انتماءهم لبلادهم .
هذه الدولة الصغيرة استطاعت دخول كأس العالم وتنافس فيه بقوة ...
الغريب أنها تنافس فى المسابقة العالمية بلاعبين غير محترفين ،  منهم خمس أطباء ومخرج سينمائي وعازف موسيقي ومحامي وسمسار عقارات .
وكأنهم يوصلون رسالة للعالم ، وخصوصا الدول الفقيرة أن كرة القدم مجرد لعبة ، وأنها لا تستحق التفرغ لها وإنفاق الأموال الطائلة من أجلها. وصرف  ملايين الدولارات  شهرياً لمدربين أجانب و فاشلين ، ومرتبات خرافية لرجال تركوا أعمالهم وتفرغوا للعب الكرة وأصبحوا فى صدارة المجتمع وقدوة للشباب والأطفال ، الذين اقتنعوا أن اللعب أجدى لهم من الاجتهاد والعمل .. 
 
الوصول لمسابقة كأس العالم أمر لا يستحق كل هذا الفخر، والخروج منها لا يستحق كل هذا الحزن.
ما يستحق الفخر فعلاً هو مستوى تعليمك وصحتك ورفاهيتك ودرجة العدالة القانونية والمساواة وتكافؤ الفرص ووزنك بين الأمم .

الأكثر زيارة