هدم “سينما بلقيس”… جريمة ضد الذاكرة الثقافية لعدن

فارس العدني 

 

يُعد مبنى سينما بلقيس أحد المعالم الراسخة في ذاكرة مدينة عدن، ليس فقط كمنشأة عمرانية، بل كرمز حي من رموز الهوية الثقافية والتراثية للمدينة التي كانت، ولا تزال، مركزًا للإشعاع الثقافي في جنوب الجزيرة العربية.

 

إن المساس بهذا المعلم التاريخي، أو هدمه كما حدث، لا يمكن اعتباره مجرد قرار إداري أو إجراء عقاري، بل هو اعتداء صارخ على وجدان المدينة وذاكرتها الجمعية، وجريمة في حق الوعي الجَمعي الذي تشكل عبر عقود من الفن، والسينما، والإبداع، والانفتاح الثقافي.

 

إن واجب النخب الجنوبية المثقفة، والمنتديات الثقافية، والمؤسسات التعليمية والإعلامية، أن تُدرك أن المعركة اليوم لم تعد سياسية أو اقتصادية فقط، بل هي معركة وجود وهوية.

وعليه، فإن المسؤولية تقتضي إطلاق ثورة وعي شاملة لاستعادة وحماية الهوية الثقافية الجنوبية، بدءًا من حماية الموروث المعماري، مرورًا بإحياء الفعل الثقافي، وليس انتهاءً بمحاسبة كل من تسوّل له نفسه تشويه وجه عدن الحضاري.

 

عدن ليست مجرد مدينة… إنها روح وهوية وتاريخ لا ينبغي أن يُمحى بصمت.