فارس العدني
في الوقت الذي يمر فيه الشعب اليمني بأقسى مراحل المعاناة، بلا مرتبات ولا خدمات ولا استقرار، تتواصل الرحلات المكوكية لعدد من قيادات الشرعية من نيويورك إلى القاهرة واوروبا ، وكأن البلاد تعيش في رخاء ووفرة.
إن مشهد التجوال الدبلوماسي العبثي هذا يعكس حجم الفجوة بين السلطة والناس، وبين الخطاب الرسمي وواقع المواطن الذي يبحث عن لقمة العيش وكرامته المهدورة.
بلادٌ مفلسة وشعبٌ منسيّ، بينما بعض المسؤولين يتنقلون بين العواصم بلا خطة ولا نتائج، سوى مزيد من الاستنزاف لصورة الدولة وكرامة مؤسساتها.
لقد أصبحت صلابة وجوه بعض القيادات عنواناً لمرحلة من اللامبالاة والاستخفاف بصوت الشارع، وكأن معاناة المواطنين مجرد صدى بعيد لا يعنيهم.
إن المسؤولية الوطنية تقتضي أن تكون الأولوية اليوم لإنقاذ الداخل، لا لتكثيف السفرات الخارجية التي لا تقدّم سوى مزيد من الإحباط وفقدان الثقة.
فالشعب اليمني لا ينتظر صوراً من نيويورك أو القاهرة أو غيرها، بل ينتظر رواتب وخدمات وأملاً صادقاً بالخلاص.