*سمير الوهابي
بعد أن استعرضنا في الحلقات السابقة مجد عدن القديم، أحياءها النابضة بالحياة، وانهيارها الحاضر، نأتي اليوم إلى رؤية مستقبلية. القمندان في قصيدته لم يكتفِ بوصف الماضي، بل زرع فينا قبس الأمل، الذي يجب أن يقود المدينة نحو التعافي. > سيروا إلى المجد صفّاً واسلكوا سبلاً وَضًّا وحيدُوا عن الأضغانِ والفتن هذه الدعوة ليست مجرد شعر، بل خارطة طريق لكل من يحب عدن، ويؤمن بأنها تستحق أن تعود تاجًا للعلم والأخلاق والكرامة. خطوات إعادة المدينة 1. استعادة التعليم كقلب عدن النابض: إعادة بناء المدارس والجامعات المتضررة. توفير المعلمين المؤهلين وصرف حقوقهم كاملة وتوفير الكتب والمناهج الحديثة. تشجيع القراءة والبحث العلمي ليعود العلم تاجًا على رؤوس أبناء عدن، كما قال القمندان: تاجاً من العلم يمحو الجهل في اليمن. 2. إحياء القيم والأخلاق: تعزيز ثقافة الاحترام والتعاون بين الأحياء المختلفة. تدريب الشباب على القيادة والمسؤولية المجتمعية. تشجيع المبادرات التي تبني الثقة بين الناس وتحارب الفساد. 3. تنشيط الاقتصاد المحلي: دعم المشاريع الصغيرة والتجارة البحرية، كما كانت عدن ملتقى البحار والتجارة العالمية. حماية الموارد من الشلليات والهوامير، لتعود المدينة كمكانة اقتصادية وادارية عالية المستوى . 4. إعادة الروح الإنسانية للمدينة: حماية الأحياء القديمة وإعادة تأهيلها. تشجيع الفن والثقافة والموسيقى التي كانت تجمع الناس وتتغني بالمدينة والمدنية تنظيم الفعاليات التي تذكّر الجميع بأن عدن الإنسان أهم من عدن المكان. الرسالة الكبرى القمندان يقول لنا في كل أبياته إن المجد ليس إرثًا موروثًا بل مسؤولية يومية: ما زال مِنْهُمُ فيكم كامناً قبسٌ يجري مع الدم لم يُوْهَنْ ولم يَهُن هذا القبس لم ينطفئ، وما زالت عدن تمتلك القوة لتعود بوابة إلى العالم. السفن لم تغادر بعد، وهي تحمل في أشرعتها أمل الأجيال القادمة، والأخلاق والتعليم والعمل الجماعي هم المحرك الأساسي لهذه السفن. ذ خاتمة: عدن الجديدة… من الدمار إلى النور عدن ليست مجرد ميناء أو جغرافيا، إنها قلب ينبض في كل إنسان يحملها في ذاكرته. الدمار والفوضى والجوع والجهل لم يقتل روحها، بل ترك تحديًا لكل حر شريف: إعادة بناء المدينة من الإنسان قبل الحجر، من الأخلاق قبل السياسة، ومن العلم قبل المال. سفن المستقبل ستبحر حاملة معها: التعليم نورًا يضيء الأزقة. الأخلاق جسرًا يربط الأحياء. العمل الجماعي منارةً تهدي الطريق. حين تعود هذه القيم، ستعود عدن مدينة النور والكرامة كما كانت على طول التاريخ، ومكانًا يُغنى له بأبيات القمندان والقلوب الإنسانية جميعًا. إعلامي ، وعضو مجلس محلي مديرية التواهي .