حضرموت بين الاحتقان والترقب الرسمي

 

فارس العدني 

 

المشهد الحاضر في حضرموت يشير إلى تصعيد متدرج يقترب من لحظة توتر قد تتطور إلى احتكاك ميداني مع احتمالات مفتوحة لكل الاحتمالات وهو وضع يعيد إلى الذاكرة أحداثا مشابهة شهدتها مدن جنوبية في فترات سابقة ولم تخرج منها الأطراف سوى بمزيد من الإرهاق السياسي والاجتماعي لأن مثل هذه المواجهات غالبا ما تقع بين مكونات جنوبية ينتمي أفرادها إلى بيئة واحدة لكنها تتأثر بحسابات متداخلة تتجاوز وعي الناس وتتحكم بها مصالح وأجندات متعارضة

 

أما الصمت الذي تبديه قيادات الدولة السياسية والعسكرية تجاه هذا التصعيد فيبدو أقرب إلى موقف ترقب وحذر أكثر من كونه تجاهلا وهو صمت يعكس حسابات معقدة ومحاولة تجنب الانحياز لأي طرف خشية توسيع دائرة الخلاف أو إضافة عامل توتر جديد إلى مشهد هش بطبيعته

 

ورغم ذلك فإن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى ترك الساحة لتطورات غير محسوبة فالمؤشرات تشير إلى حالة احتقان تتطلب تعاملا مسؤولا وسريعا يضع مصلحة حضرموت وأمنها فوق أي اعتبارات أخرى ويحول دون انزلاق الوضع إلى مرحلة يصعب التحكم بمآلاتها أو معالجة آثارها مستقبلا.