محمد العولقي
فوز مغربي لا غبار عليه..الغبار كله حول الطريقة التي أدار بها كوزمين المباراة على مدار الشوطين.. نهائي مغربي آخر هو في الواقع امتداد لربيع الكرة المغربية التي تمر بمرحلة ذهبية هي الأكثر زخما عالميا وعربيا.. المنتخب المغربي أقصى المنتخب الإماراتي لأن واقعية مدربه طارق السكتيوي كانت أكثر نجاعة من كلاسيكية كوزمين.. المنتخب المغربي فاز بثلاثية نظيفة هي في الأصل تفوق ذهني وخططي ونفسي.. المنتخب الإماراتي أجاد في الاستحواذ..حاول طرق المرمى المغربي..لكنه ضل الطريق تماما لعدم توفر شروط النجاعة الهجومية.. المنتخب الإماراتي في أخطر دقائق الشوط الثاني انهار ذهنيا لأن الجانب البدني خذله..بدأ الإعياء واضحا على لاعبين خاضوا مباراة ماراثونية أمام الجزائر في ربع النهائي.. كوزمين أيضا سقط أمام براعة تبديلات طارق السكتيوي.. بدلاء المغرب صنعوا فارقا كبيرا على حساب تبديلات تقليدية إماراتية لم تحرك ساكنا.. شوط أول متوازن.. بدأه المنتخب الإماراتي حيويا..لكن الأمور تغيرت بعد ذلك..هدف البركاوي الرأسي منتصف الشوط نقل المباراة إلى ضفة أخرى.. شوط ثان ذكي مغربيا..تخلى السكتيوي عن الاستحواذ معتمدا على التحولات.. لم يتفطن كوزمين لحيلة السكتيوي..حيلة استنزاف الرصيد البدني للاعبي الإمارات في ظل دفاع مغربي قوي امتص الاندفاع الإماراتي الكبير.. كوزمين لجأ لسلاح العرضيات لأنه لم يجد حلا من العمق..ثم بدأ الدفاع الإماراتي يتصدع مع التبديلات الهجومية التي ضخت في جسد الأسد المغربي لترات من الدماء الحارة.. تألق البديل عبد الرزاق حمد الله في لقطتين حسمتا كل شيء مع الأنفاس الأخيرة من هذا الشوط.. في الأولى تلاعب بالدفاع الإماراتي قبل أن يرسل تمريرة هاتفية للاعب البديل الآخر أشرف المهديوي الذي ركن الكرة بتركيز في الزاوية اليمنى.. ثم انهى حمد الله النقاش تماما بالهدف الثالث في الوقت بدل الضائع.. المنتخب المغربي إلى النهائي.. إشهار آخر لأسود لا تكف عن الزئير.

