مفاوضات اليمن.. فرصة سلام؟

أخيراً مدينة الحديدة وميناؤها في قلبِ اتفاقٍ لوقف إطلاق النار أعلن من السويد. اتفاقٌ سيسمح لليمنيين أن يتنفسوا الصعداء وأن يعلّقوا آمالاً على وقف الحرب بشكل نهائي إذا ما نفّذت الالتزامات. هو إنجازٌ كبير يُحسب للأمم المتحدة التي ستلعب دوراُ رائداً في الميناء، ما سيسهّل وصول المساعدات الإنسانية. يضاف إلى هذا الإنجاز ملفُّ تبادل الأسرى الذي سلك طريقه نحو الحل. أما مطار صنعاء الدولي فلم يكن مصيره واضحاً تماماً.

فقد سرت معلومات حول إعادة فتحه للرحلات الداخلية فقط، من دون إعلان أي تفاهم بشأنه، في حين تعثر ملف مدينة تعز. ويفترض أن يكون هذا الملفان في صلب مشاورات الجولة المقبلة التي ضرب لها موعد في يناير/كانون الثاني المقبل.

قبل إعلان الاتفاق بدا المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث متفائلاً وقال إن المشاورات الحالية يمكن اعتبارها إجراءاتٍ لبناء الثقة. فهل هذا ما حصل فعلاً؟ وما صحة الكلام عن تنازلات أو مساومات جرت في لحظةٍ ما لتليين المواقف أو التراجع عنها، في ظل الضغط الكبير الذي يتعرض له ترامب من الكونغرس بشأن الحرب في اليمن.

هل تكون مفاوضات السويد فرصة سلام حقيقية؟ أليس من حق اليمنيين أن يعيشوا حياة طبيعية بلا حرب ولا خوف ولا مرض ولا جوع؟ هل مسألة وقف الحرب قرار يمنيّ داخلي أم إنه خارجيٌ إقليمي يعكس أحدَ أوجه الصراع بين إيران والسعودية وبتدخل أميركي؟

وهل يشكل اتفاق السويد فرصة حقيقية لإنهاء الحرب؟