كوثر الذبحاني
يُقلب رسائل هاتفه علّه يجد رسالة منها في جميع برامج الشات تعود أن
يراسلها هنا أو هناك أن يرى كلمة أحبك ،أن تضيف له قلبا ذات لحظة مسروقة ..
قلب كل الماضي فما وجد إلا الفراغ يتسرب بين أضلعه رويدا رويدا ..
يتحاشى أن يدرك من حوله ماهو فيه ، وكيف غرق فيها حد التماهي مع الوقت ،،،
معها يتذكر مشاغلها وظروفها التي حدثته عنها مؤخرا يشك في أن لديها
بعضا من الخيبات التي تداريها عنه ، بعض من الألم المنكوب والمسكوب في ثنايا أحرفها .
يأخذ شروده ببعض ابتسامة ليخبر من يتابع صمته أنه سعيد وهو يعض أصابع
الفراق على كيبورده المثخن بها غابت ولم يكن لها أي يد في الغياب ، لم يكن لديها
إلا هو تخبئه في أعماقها تقول له:
اشتقت لك بكل بوحها .
وكلما أحست أنه قريب منها ابتعدت بمقدار القرب كي لا تجرحه يوما ما ..
فتقرر الهروب فجأة وتمتلئ به أكثر وأكثر .