عبدالله وهب.. وهبتموه داءً بلا دواء

الاتحادنت/حسن بقط

    شاب عشريني من أبناء قرية القطابا (المحررة) في ريعان شبابه.. يدعى عبد الله وهب.. أصيب بشلل رخوي حاد أفقده الحركة ، أسعف على إثره مستشفى النخبة في عدن لتلقي العلاج . فانصدم هو وأسرته الفقيرة -كمعظم أسر القطابا التي تشتهي نصف صاعٍ من بر أو شعير رغم- نعم انصدم بسعر العلاج الباهض جداً في منظورنا .
   بالطبع الخير موجود إلى قيام الساعة فقد توافر نصف المبلغ حوالي ثلاثة مليون وخمسمائة ألف ريال .. حيث وأن ثمن الحقنة التي كان يحصل عليها عبدالله مائة وعشرون ألف ريال . بحاجة إلى استخدام ثمان حقن في اليوم والليلة .. زد على ذلك ثمن الرقود والأدوية المصاحبة. الطبيب المعالج لحالة عبدالله أخبر أسرته ومرافقيه أن هذا المرض تفشى بعد الحرب العالمية الثانية كمرض خطير إثر تأثر الهواء بملوثات الحرب من أسلحة محرمة وكيماوية .
   البلاغ عن حالة عبدالله لم يترك درجاً من أدراج المختصين إلا زاره ودخل لينام هو الآخر كعبدالله الملقى في يأسه من اهل الصحة بعدن ورجاءه في الله يكبر كل يوم.
    مكتب الصحة بالمديرية علم أن هذا المرض -كما أفاد الطبيب المعالج- استقبل منه سبع حالات ثامنها عبدالله طبعاً وحالة جديدة تكون هي التاسعة أسعفت قبل يومين إلى المستشفى نفسه ومن أين ؟ من مديرية الخوخة المحررة كما يقال .
    صراعات يومية ومشاكل يثار نقعها في أجواء القطابا ومديرية الخوخة على قطع أراضيها ... دون الخروج بفائدة.. عبدالله يشتهي نصف قطعة من هذه القطع التي أصبحت كالحلوى ليبيعها فيعود إلى المستشفى ويكمل بقية الجرعة إن أمكن ذلك .

    هو الآن في منزله يكتوي بمرارة الفقر. زرته ليلة البارحة مع ثلة من رفاقي ... بعد أن سمعنا بتحسن حالته كونه استخدم نصف جرعة .. فكان المنظر مثيراً للحزن . قال له أحد الرفاق هل تتحرك؟ أجاب نعم وبدأ وجهه يحمر ويتغير لونه بالطبع كان يحاول أن يثبت لنا أنه قادر على الحركة ... وكانت يده اليسرى وأطراف يده اليمنى وجزء بسيط من جسده قادر على الحركة..ربتنا على كتفه وأخبرناه مطمنين بأن حالته ستتحسن بإذن الله .. وقد تتحسن حالته بالفعل ويتحرك ككل جسده...ولكن هل ستتحرك مشاعر من يملكون زمام أمرنا تجاهه؟؟؟
بسبب الحرب يكابد وهب الألم وحده فهل من ينقذه؟